للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَرورَةٍ. (١) وقَد تَقَدَّم في الحديثِ الأوّل من "باب الاستطابة" الكَلَامُ عليه؛ فَليُنظَر هُنالك.

والتقديرُ هُنا: "يقُولون اللَّهُمَّ". (٢)

وحَذْفُ القول كثيرٌ، منه قولُه تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} [الرعد: ٢٣، ٢٤]، [أي] (٣): "يقولون: سلامٌ". (٤)

ويحتمل - عندي - الكَلَام تنوّع صَلَاة الملائِكة، فبَعضهم يقُول: "اللَّهُمَّ صَلّ عليه"، وبَعضهم: "اللهم اغْفَر له"، وبَعضهم: "اللهم ارْحَمْه". ويحتمل أنْ يكُونَ الجميعُ دُعَاءَ جميعهم. (٥)

قوله: "وَلَا يزالُ في [صَلاة] (٦) ": "مَا زَالَ" من أخَوات "كَان"، كما تقدَّم. وقد قيَّدوه بأنْ يكُون الماضي (زال) والمضارع "يزال"؛ احترازًا من ماضي "يزيل"، فإنه فِعْل تام [مُتعدّ لمفعول، ومن ماضي "يزُول"، فإنه فِعلٌ تام] (٧) قاصر، ومعناه "الانتقال". ومنه قولُه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ


= الضرورة للقزاز القيرواني (ص ٢٤٠)، أسرار العربية (١٧٧).
(١) انظر: فتح الباري (١١/ ١٥٥)، عقود الزبرجَد (١/ ٢٩٩)، أسرار العربية (١٧٦، ١٧٧)، الإنصاف في مسائل الخلاف (١/ ٢٧٩ وما بعدها)، ما يَجوز للشاعر في الضرورة (ص ٢٤٠)، شرح شذور الذهب للجوجري (١/ ٣٢٥)، شرح التصريح (٢/ ٢٢٤)، همع الهوامع (٢/ ٦٣ وما بعدها)، النحو الوافي (٤/ ٣٦).
(٢) انظر: عقود الزبرجد (١/ ٨٤)، الإعلام لابن الملقن (٢/ ٣٦٨).
(٣) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٤) انظر: إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث (ص ١٨، ١٩)، عقود الزبرجَد (١/ ٨٤)، مُغني اللبيب (ص ٨٢٧)، النحو الوافي (٢/ ٥٤، ٥٥).
(٥) راجع: الإعلام لابن الملقن (٢/ ٣٦٩).
(٦) بالنسخ: "مُصلاه". والمثبت من مطبوعة "العُمدة" (ص ٥٩).
(٧) سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>