للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل بزيادة "إذا" [مع] (١) "حتى" حيث وَقَعَت (٢).

فإنْ قيل بذلك هُنا: اتفق الحديثان، وإلّا فـ"حتّى" حَرْف ابتداء معها ومع الفِعْل الماضي (٣)، وتبقى "إذا" على أصْلها من الظرفية (٤)، وجوابها محذوفٌ، أي: "أمسَك عن التسوية".

قوله: "فرأى رجلا باديًا صَدْره": هذه الرؤية بَصَرية، و"رَجُلًا" مفعولٌ به، و"باديًا": نعتٌ له، و "صَدْره" فاعل بـ"باد"؛ لأنه اسم فاعل من "بدا، يبدو"، ووقع مُعتمدًا على الصّفة (٥)، واسم الفاعل واسم المفعول متى اعتمدا على نفي أو استفهام أو بأن يكونا صفة لموصُوف أو خبرًا لذي خبر أو حالًا لذي حال أو صلة لموصول؛ عملا عمل فعلهما (٦).

ولو رُوي "باد صَدره" جاز في "صدره" الابتداء، وخبره "باد". وجاز في


(١) غير واضحة بالأصل. وسقط في (ب).
(٢) انظر: البحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٤٧١)، عُقود الزبرجَد (١/ ٢٤٠)، مُغني اللبيب (ص ١٧٣ وما بعدها).
(٣) انظر: البحر الحيط (٤/ ٤٧١)، عُقود الزبرجَد للسيوطي (١/ ٢٤٠)، مُغني اللبيب لابن هشام (ص ١٧٣ وما بعدها).
(٤) انظر: عقود الزبرجد (١/ ٢٤٠، ٢٤١)، (٣/ ٢١٢)، الجنى الداني (ص ١٨٩، ٣٧١، ٣٧٣)، توضيح المقاصد (١/ ١٣١)، مغني اللبيب (ص ١٢٩).
(٥) ذهب الكوفيون إلى أن الظرف يرفع الاسم إذا تقدّم عليه، ويسمُّون الظرف المحلّ، ومنهم من يُسميه الصفة، وذلك نحو قولك: "أمامك زيد، وفي الدار عمرو"، وإليه ذهب أبو الحسن الأَخْفَش في أحَدِ قَوليه وأبُو العباس محمد بن يزيد المُبَرِّد من البصريين. وذهب البصريون إلى أن الظرف لا يرفع الاسم إذا تقدم عليه، وإنما يرتفع بالابتداء. انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف (١/ ٤٤).
(٦) انظر: شرح المفصل (١/ ٢٤٣)، الإنصاف في مسائل الخلاف (١/ ٤٤، ٤٧)، موصل الطلاب (ص ٨٢، ٨٣)، دليل الطالبين (ص ٨١، ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>