للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاحتمل معنى "أمامنا"، ولا يخرج عنه إلا بدَليل مِن خَارج؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث بعد هذا: "فَإنّ مِن وَرَائِهِ الكَبِير وَالصَّغِير وَذَا الحاجَة" (١)؛ فأتى بـ "مِن" لهذا المعنى.

ويحتمل أن تكون "مِن" للتبعيض (٢)، تفيد معنى البَعْضيّة في المكان، بخلاف الكَلام إذا خَلا منها.

ولعَلّ غير ذلك من المعاني. والله أعلم.

وفي التاسع من "الجنائز" كَلامٌ مُستوفى في معاني هذا الظّرف.

وهو مُؤَنّثٌ، بدَليل قولهم في التصغير: "وُرَئِّيةٌ"، بـ "هاء" التأنيث، وكذلك "قُدام". وليس في الظّروف مُؤنّث غيرهما. (٣)

قوله: "فصلّى لنا رَكْعتين": تقدّم القَولُ على تعدّي "صلّى" في الحديث الخامس من "فضل الجماعة".

و"اللام" في قوله: "لنا" لام التعليل، أي: "لأجلنا"، كقوله تعالى: {لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} [البقرة: ٢١٣] (٤)، أي: "لأجل تعليمنا الصّلاة".

قوله: "ولمسْلِم": يتعلّق بفِعْل محذُوف، أي: "ورُوي لمسْلم عن أنس"، و"أنَّ


(١) متفقٌ عليه: رواه البخاري (٧٠٥)، ومسلم (٤٦٦/ ١٨٢).
(٢) انظر: الجنى الداني (ص ٣٠٩)، حروف المعاني والصفات (ص ٥٠)، اللمحة (١/ ٦٤)، المقدمة الجزولية (ص ١٢٤)، اللباب في علل البناء والإعراب (١/ ٣٥٤)، أوضح المسالك (٣/ ١٨)، مغني اللبيب لابن هشام (ص ٤٢٠)، شرح الأشموني (٢/ ٧٠)، جامع الدروس العربية (٣/ ١٧٢).
(٣) انظر الإعلام لابن الملقن (٣/ ١١٦)، (٤/ ٤٧٤، ٤٧٥)، المصباح المنير للفيومي (٢/ ٦٥٦).
(٤) وتحتمل الآية أن تكون: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: ١٠٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>