للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"حَوَّلَ الله طَائفَة مِن اليَهُودِ قِرَدَة"، و "تحولت طائفة من اليهود قِرَدَة". فـ "حَوّل" جار مجرى "صَيّر" في نصب مفعولين هما في الأصل مُبتدأ وخبر. (١)

قال "ابنُ مالك": وقد خَفي هذا المعنى على مَن أنكر على "الحريري" (٢) قوله في الخمر:

ومَا شَيءٌ إذا فَسَدَا ... تحوّلَ غَيُّهُ رَشَدَا

وإنْ هُوَ رَاقَ أوْصَافًا ... أثَارَ الشرّ حَيثُ بَدَا

زَكيُّ العِرْقِ [وَالِدُهُ] (٣) ... وَلكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدَا (٤)

قلتُ: لم يذكر "الشّيخ" (٥) البيت الثّالث (٦)، وله معنى في بابه يحسُن التمثل به.

إذا ثبت ذلك: فـ "حَوّل" في الحديث بمعنى "صَيّر" مُتمَكّنة المعنى، ولم يذكُره ابنُ مالك فيما ذَكر من الأمثلة. وعلى هذا يكُون التقديرُ: "أن يُصيِّر الله رأسَه مثل رأس حمار"، فحَذَف المضَافَ، وأقَام المضَافَ إليه مَقامه.

قوله: "أو يجعل": تقدّم الكَلامُ على "جَعَل" في الحديث الرابع من أوّل الكتاب. ويحتمل أن تكُون بمعنى "صَيّر"، وهو أحَدُ أقسامها.


(١) انظر: شَوَاهد التَّوضيح (ص ١٢٥)، عقود الزبرجد (٢/ ٣٢٤، ٣٢٥).
(٢) انظر: مقامات الحريري (٤٤٥).
(٣) بالنسخ: (والله). والمثبت الصواب.
(٤) انظر: مقامات الحريري (٤٤٥). وراجع: شَواهد التَّوضيح (ص ١٢٦)، عقود الزبرجد (٢/ ٣٢٥)، التعريفات (ص ١٩٢).
(٥) أي: ابن مالك.
(٦) يريد: الثاني، وهو قوله: "وإنْ هُو رَاقَ أوصافًا .... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>