للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتدخُل (أمَا) و (ألَا) على الجملة الاسمية، نحو قولك: "ألَا زيد قائم"، و"أمَا زيد قائم".

قالوا: والفرقُ بينهما أنّ "أمَا" للحَال و "ألَا" للاستقبال.

والأصْلُ في "أمَا": "مَا" النافية، ودَخَلَت عليها الهمزة، كما دَخَلت على "ليس". (١)

قوله: "يَخْشَى": فِعلُ مُضارع، إعرابه مُقَدّر في حالتي الرّفع والنّصب، وبحَذْف حَرف العلّة جَزمًا (٢).

والصّلة والموصُول في محلّ الفاعل، وقيل: ظرف، تقدّم في الحديث قبله القول فيها وأخواتها. والعاملُ فيه: "يَرْفَع".

قوله: "أن يُحوّل": في محلّ مفعول و "يخشى".

و"حَوّل" هنا بمعنى "صيّر". قال ابنُ مالك: خَفي هذا على أكثر النحويين، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أُحِبُّ أنْ يُحوَّلَ لِي أُحُدٌ ذَهَبًا" (٣).

ويجري مجراه ما صيغ منه، كـ "تحَوّل"، ومثله: "ارتَدّ". ومنه قوله عليه السَّلام (٤):


(١) انظر في أحوال "أما" والمقارنة بينها وبين "ألا": مُغني اللبيب (٧٨، ٧٩، ٩٦، ٩٧، ٩٨)، شرح المفصل (٥/ ٤٠، ٤١، ٤٢، ٤٣، ٤٤، ٤٥)، الهمع (٢/ ٥٨٨، ٥٨٩)، الصاحبي (ص ٩٣)، البلاغة العربية (١/ ١٩٢).
(٢) انظر: الهمع (١/ ٢٠٣)، النحو الواضح (٢/ ١٨٢)، النحو الوافي (١/ ١٨٢ وما بعدها)، المنهاجُ المختَصر في عِلمي النَّحو والصَّرف (ص ٤٨).
(٣) صحيحٌ: أخرجه البخاري (١٤٠٨)، عن أبي ذر، وليس فيه: "يحول".
(٤) لم يعز ابنُ مالك في شواهد التوضيح (ص ١٢٥) هذا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما نقله كمثال، فليس هذا بحديث، وقد أشار الإمام أحمد في المسند (٣٧٤٧)، والحاكم في المستدرك (٣٢٥٤) إلى قصة مسخ بعض اليهود.

<<  <  ج: ص:  >  >>