للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقَصْر (١)، ولهذا مَوْضعٌ [تُذْكَر] (٢) فيه.

قوله: "لا يَقبَلُ الله": "لا" نافية، و"يَقبلُ" فِعْل مُضَارع، و"الله" فاعل، و"صَلاةَ أحَدكم" مَفعول ومُضَافٌ إليه، وهو مَصْدَرٌ مُضَافٌ إلى فَاعِله، والجُمْلةُ مُسْتَأنَفَةٌ لا مَحلَّ لها مِن الإعْرَاب، وتَقدَّم قَريبًا ذِكْرُ الجُمَل التي لا مَحلَّ لها. والمعنى: "لا قَبُولَ لصَلاة أحَدِكُم حتى يتوضّأ"، فهو نَكِرَةٌ في سياق النفي؛ فيقتضي العُمُوم.

قوله: "أحدكم": الهمزةُ بَدَل من "واو"؛ لأنّه بمَعنى: "واحد منكم"، وإبدالُ الهمْزة إذا كَانَت أوْلى من "الواو" (٣) قَليلٌ، وجاء منه: "امرأة أناة"، أصله "وناة"؛ لأنّه من "الوَنى". وقيل: الهمزةُ هنا أصْلٌ. (٤)

وفرَّق ثعلب بين "واحد" و"أحَد" بأنّ "واحدًا" يدخُله الإفراد والجمع والتثنية، و"أحَد" لا يَدخُلُه ذلك، يُقال: "الله أحَد"، ولا يُقالُ: "زَيدٌ أحَد"؛ لأنَّ الأحَدِيَّة خُصُوصية بالله تعالى، و"زَيدٌ" تكُونُ منه حَالات. (٥)

ونُقِض على "ثَعْلَب" بالعَدَدِ المعْطُوف؛ تقول: "أحَد وعشرون"، و" اثنان


(١) انظر: خزانة الأدَب (٧/ ٤٨٣)، الأصول في النحو لابن السرَّاج (٣/ ٣٢٧)، جامع الدروس العَربية (٢/ ١٦).
(٢) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٣) أي: إبدالُ الواو المفتوحة همزة. وانظر: الإعلام لابن الملقن (٣/ ٢٢٢).
(٤) انظر: الإعلام لابن الملقن (٣/ ٢٢٢)، سر صناعة الإعراب (٢/ ٢٢٤)، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ٩٥٧)، شرح أدب الكاتب لابن قتيبة شرح ابن الجواليقي (ص ٩٤)، الزاهر في معاني كلمات الناس للأنباري (٢/ ١٣٦).
(٥) انظر: البحر المحيط (١٠/ ٥٧١)، عُقود الزَبرجَد (١/ ٢٤٩).
وفي "النهاية": قال الأزهري: الفرق بين "الواحد" و"الأحد" أن "الأحَد" بني لنفي ما يذكر معه من العدد، تقول: "ما جاءني من أحد"، والواحد اسم بني لمفتتح العدد، تقول: "جاءني واحد من الناس"، ولا تقول: "جاءني أحد"، فـ"الواحد" منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، و"الأحد" مُنفرد بالمعنى. انظر: عُقود الزَبرجَد (١/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>