للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته": "السلام" مبتدأ، و"عليك" في موضع خبره، وبه يتعلّق حرف الجر، وجاء في رواية: "سلام عليك أيها النبي". والأول أعمّ؛ لأنّ الألف واللام تقتضي الجنس، ويدخل فيه المعهود، وأمّا "سَلام" مع التنكير فينصرف لـ "سلام ما" قليلًا أو كثيرًا، ولو وَرَد منصوبًا صحّ بمعنى "سلمنا سلامًا".

و"السلام" هو اسم من أسماء الله تعالى، لا يجوز أن يسمى به أحد غيره.

ومعنى قوله: "السلام عليك": "السلامة عليك ولك"، وقيل: معناه "التسليم"، وقيل: معناه "التعوذ"، أي: "الله معك"، أي: "الله متوليك وكفيل بك"، وقيل: معناه "الانقياد لك" (١).

قال الشيخ تقيّ الدّين: وليس يخلو بعض هذا من ضَعف؛ لأنه لا يتعدّى "السّلام" لبعض هذه المعاني بكلمة "على" (٢). انتهى.

ويحتمل أن يكون "السلام عليك" مبتدأ خبره [محذوف] (٣)، أي: "السلام عليك موجود"، ويتعلّق حرف الجر بـ "السلام"؛ لأنّ فيه معنى الفعل. وأمّا "سلام [عليك" بالتنكير] (٤) فمسوّغ الابتداء به معنى "الدّعاء".

قوله: "أيُّها النبي": "أيُّها" مرفوعٌ على الاختصاص، [والاسم في] (٥) الاختصاص معمول لـ "أخُصُّ"، [واختير] (٦) الحذف إلّا في باب "أيها" و"أيتها"، فإنه


(١) انظر هذه الأقوال وتوجيهها في: إحكام الأحكام (١/ ٣٠٧).
(٢) إحكام الأحكام (١/ ٣٠٧).
(٣) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٤) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٥) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٦) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "ولا خير".

<<  <  ج: ص:  >  >>