للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أنفه ماء".

واعلم أنّ أسماء الشّرط كُلها وما في معناها من الأسماء التي يجب أن لا يتقَدّم معمولها عليها لا يخلو من أن يكون الواقع بعدها فعلًا أم لا.

فإن لم يقع بعدها فعل -نحو: "مَن الذي يأتيني أكرمه"- فهي في موضع رَفْع بالابتداء.

وإن وقع فعل فلا يخلو من أن يكُون مُتصرفًا أو غير متصرّف.

فإن كان من الأفعال التي لا تتصرف -كـ "ليس" و"عسى"- فهي في محلّ رَفْع بالابتداء أيضًا.

وإن كان من الأفعال المتصرّفة: فلا يخلو من أن يكُون مُتعديًا إلى مفعُول أم لا.

فإن كان لا يتعَدّى فهي في محلّ رَفع بالابتداء أيضًا.

وإن كان مُتعدّيًا: فلا يخلو أن يكُون فيه ضَمير يعُود على "مَن" أم لا -كما هنا: "مَن استجمر"- فيكون في محلّ رَفْع بالابتداء.

وإن لم يكن -نحو: "مَن قام غلامه أكرمه"- فهي في محلّ رَفْع بالابتداء.

وإن لم يكن فلا يخلو من أن يتصل بالفعل ضمير منصوب أم لا.

فإن اتصل -نحو: "من أكرمته أكرمه"- جاز في "مَن" وَجْهان، أحدهما: الرفع بالابتداء، والثاني: النصب من باب الاشتغال. (١)

قوله: "وإذا [استيقظ] (٢) أحدكم من نومه فليغسل يديه": حرفُ الجر يتعلّق بـ"يستيقظ" (٣)،


(١) راجع: البحر المحيط (٦/ ٢٠٦)، الإنصاف في مسائل الخلاف (١/ ١٣٠).
(٢) بالنسخ: "قام". ومصحّحة بهامش الأصل، وقبلها حرف: "خ".
(٣) بالنسخ: "قام".

<<  <  ج: ص:  >  >>