للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فقال": أي: "النبي - صلى الله عليه وسلم -".

"وما ذاك": "ما" استفهامية مبتدأ، و"ذاك" الخبر، و"الكاف" للخطاب، وحقّها في خطاب الجماعة بـ "الكاف والميم" (١). والجواب: أنّه أراد خطاب واحد منهم؛ لأنّ الكلام قد يكُون من واحد لمصلَحة جماعته (٢).

وجملة: "يصلُّون" معمُولة للقول، و"كما نصلي" تقدّم أنّ "ما" مصدَريّة، والكاف نعت لمصدر محذوف عند الفارسي (٣) وموافقيه، واختار ابن مالك أن تكون حالًا من المصدر المفهوم من الفعل المتقدم بعد الإضمار على طريق الاتساع، أي: يصلون الصلاة في حال كونها مثل ما نصلي (٤).

قوله: "ولا نتصدق"، "ولا نعتق": أي: "ونحن لا نتصدق"، فتكون الجملة في محلّ خبر مبتدأ محذُوف، كما تقدّم.

قوله: "أفَلا": "الفاء" عاطفة، وكان حقّها أن تكُون مُتقدّمة على "همزة" الاستفهام، إلا أنّ الاستفهام له الصَدْر. وقيل: "الفاء" زائدة مُؤكّدة. وقيل (٥) في مثل هذا: يُقدَّر محذُوف من معنى الجملة قبلها [يعطف] (٦) عليه، فيكون التقدير هنا: "إذ قلتم ذلك فأُعَلِّمُكم". و"أَلَا" حرفُ عَرْض (٧). ويأتي الكَلام على "الفاء" بعد الاستفهام في الحديث [الثّالث] (٨) من "كتاب النّكاح"، وتقدّم الكلام على "أَلَا" في


(١) انظر: همع الهوامع (١/ ٣٠٠)، والمعجم الوسيط (١/ ٣٠٧).
(٢) انظر: إرشاد الساري (٩/ ١٩١).
(٣) انظر: الحجّة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي (١/ ٢٢).
(٤) انظر: إرشاد الساري (٩/ ١٩١)، والبحر المحيط (١/ ١١٠).
(٥) نسب أبو حيان هذا القول إلى الزمخشري، وقال أيضًا: إن الزمخشري عدل عن هذا القول ورجع إلى رأي الجماعة في بعض تصانيفه. انظر: البحر المحيط (١/ ٢٩٦).
(٦) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "فعطف".
(٧) انظر: شرح القسطلاني (٩/ ١٩١).
(٨) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>