للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأعراف: ١٧٢].

ومما جاء مجرّدًا عن الاستفهام: قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى} [التغابن: ٧].

وهذا هو الفرقُ بين "بلى" و "نَعَم"، لأنّ "نَعَم" يبقى الكَلام معها على ما هو عليه من إيجاب أو نفي؛ لأنها وضعت لتصديق ما قبلها (١) من غير أنْ ترفَع ذلك المنفيّ أو تُبطله، ولهذا موضع تُذكَر فيه. وقد تقدّم ذِكر "نَعَم" في الرّابع من "الجنابة"، وفي السّابع من "الإمامة".

قوله: "قال: تُسَبِّحون": هذه الجملة وما بعدها بدَل من "شيئًا"، أي: "ألا أعلِّمكم تسبيحًا وتكبيرًا وتحميدًا تدركون به".

قوله: "دُبر كُلّ صَلاة": ظرف زمان. و"ثلاثًا وثلاثين مرّة" ظرفُ زمان؛ لأنّه عَدَد الظّرف.

قال أبو البقاء: "مرّة" يقع مصدرًا، واستُعمل ظَرفًا اتساعًا (٢).

قال: وهذا يدلّ على قُوّة شبه الزّمان بالفعل، ولا يكُون المراد بـ "المرّة" الفعل. (٣)

قوله: "قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين": تقدم أن "رجع" يستعمل لازمًا ومُتعَدّيًا، قال الله تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ} [التوبة: ٨٣]. وفي الحديث: "ليرجع قائمكم" (٤). ومصدر اللازم: "رجوعًا"، ومصدر المتعدّي: "رَجْعًا" (٥).


(١) انظر: الكتاب (٤/ ٢٣٤)، والكافية (ص/ ٥٤)، وشرح المفصل (٥/ ٥٥).
(٢) انظر: إعراب لامية الشنفري (ص/ ١٤٥).
(٣) انظر: التبيان في إعراب القرآن (١/ ٥٢٢)، تفسير أبي السعود (٦/ ١٤)، روح البيان لإسماعيل حقي (٥/ ٣٨١، ٣٨٢)، شرح المفصل (١/ ٤٢٥).
(٤) متفقٌ عليه: رواه البخاري برقم (٦٢١)، ومسلم برقم (١٠٩٣).
(٥) انظر: الصحاح للجوهري (٣/ ١٢١٦)، ولسان العرب لابن منظور (٨/ ١١٤)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>