للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "من آيات الله": صفة لـ "آيتان" أي: "كائنتان من آيات الله".

وإنما قلت ذلك لأن "من" إما أن تكون بيانًا لمعرفة، أو بيانًا لنكرة، فإن كانت بيانًا لمعرفة قُدِّرت بـ "الذي" والضمير، نحو قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: ٣٠] التقدير: "فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان".

وإن كانت بيانًا لنكرة - كما هي هنا - قدّرت بضمير عائد عليها، فإذا قلت: "من يضرب من رجل؟ " قدّرت: "من يضرب هو رجل".

قال الشيخ أثير الدين: أكثر المحققين لم يُثبتوا "من" الثانية (١).

قوله: "يخوف الله بهما عباده": يحتمل أن تكون الجملة صفة ثانية إذا قلنا بتعدد الصفة (٢)، ويحتمل أن تكون في محل الحال من "آيتان" لأنه وصف. و"بهما" يتعلق بـ "يخوف"، و"عباده" مفعول "يخوف"، و"الباء" سببية، ويحتمل أن تكون جملة [في] (٣) يخوف حالًا من ضمير متعلق المجرور.

قوله: "وإنهما لا ينكسفان": معطوف على "إن الشمس"، وجملة "لا ينكسفان" في محل خبر "إن". و"الانكساف" من أفعال المطاوعة، أي: "كسفته، فانكسف" (٤).

قوله: "لموت أحد": يتعلق بالفعل، و"اللام" لام التعليل، و"من الناس" يتعلق بصفة لـ "أحد"، و"مِن" فيه لبيان الجنس. وسيأتي الكلام على "الناس" في الحديث الذي يلي هذا.


(١) انظر: البحر المحيط (١/ ١٨٥)، نواهد الأبكار وشوارد الأفكار (٢/ ١٣٠).
(٢) انظر: شرح الأشموني (٢/ ٣٢٦، وما بعدها)، وحاشية الصبان (٣/ ٩٩، وما بعدها)، وأوضح المسالك (٣/ ٢٨١، وما بعدها).
(٣) كذا بالنسخ.
(٤) أفعال لا تتعدّى إلى مفعول لأنها إخبار عما تريده من فاعلها.
انظر: المقتضب (٢/ ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>