للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فإذا رأيتم": تقدم الكلام على "إذا" في الحديث الثاني من أول الكتاب. و"رأيتم" الرؤية بصرية، و"شيئًا" مفعول بها، و"منها" يتعلق بصفة لـ "شيء"، تقدّمت؛ فانتصبت على الحال.

و"من" للتبعيض، ويحتمل أن يرجع التبعيض إلى "الشمس والقمر"، ويحتمل أن يرجع إلى "آيات الله"، وعلى هذا الثاني يكون الأمر بالصلاة عند رؤية كل آية من آيات الله.

وجواب "إذا": "فصلوا". و"ادعوا" معطوف على الجواب. و"حتى" غاية ونصب، تقدر بـ "إلى أن"، ويحتمل تقديرها بـ "كى"، ويتعلق بـ "ادعوا" أو بـ "صلوا"، ويجري في ذلك الخلاف في التنازع.

قوله: "ينكشف": بالياء والنون، فتتعلق "حتى" بـ "صلوا". ولو تعلق بـ "ادعوا" لناسبه: "حتى يكشف"؛ لأن التقدير: "وادعوا الله حتى يكشف ما نزل بكم". و"ما" موصولة بمعنى "الذي". و"بكم" يتعلق بالصلة، أي: ما استقر أي: نزل بكم، ولا يُقدَّر "كائن" ولا "مستقر"؛ لأن الصلة لا تكون مفردًا إلا مع الألف واللام.

والباء في "بكم" باء الإلصاق. وتقدم حكم الباء في الرابع من الاستطابة، وكذلك الكلام على "ما" وأقسامها في الأول من باب التيمم.

و"ما" الموصولة هي المفتقرة إلى صلة وعائد، وتقع على ما لا يعقل كقوله تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ} [النحل: ٩٦]، وعلى أنواعِ مَنْ يَعْقِلُ، كقوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: ٣] (١).


(١) انظر: شرح ابن عقيل (١/ ١٤٧)، وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>