للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك "وهو دون الركوع الأول" جملة حالية من الركوع.

قوله: "ثم فعل في الركعة الأخرى": "الأخرى" تأنيث "آخر"، و"أخرى" أفعل التفضيل (١). ولو قال: "في الركعة الآخرة" صحَّ، ويختلف المعنى؛ لأنه لا يلزم من الأخرى أن تكون آخرة.

وقوله: "مثل": نعت لمصدر محذوف، أي: "فعل فعلا مثل ما فعل في الأول"، وإنما قدّر هذا لأن الفعل لم يقع على المثل.

ويحتمل أن تكون "مثل" هنا مبنية لأنها أضيفت إلى "ما". و"مثل" إذا أضيفت إلى "ما" أو "أن" أو "إن" جاز فيها البناء كـ "غير"، ومنه قوله تعالى: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} (٢) [الذاريات: ٢٣]، وعلى هذا تكون الحركة حركة بناء لا حركة إعراب (٣).

ويحتمل أن تكون "مثل" حال من المصدر المفهوم من الفعل المتقدم المحذوف بعد الإضمار على طريق الاتساع، أي: "ثم فعل الفعل في الركعة الآخرة"، أي: "في حال كونه مثل".

و"ما" مصدرية، أي: "مثل فعله في الأولى"، أي: "في الركعة الأولى".

قوله: "ثم انصرف وقد تجلت الشمس": فاعل "انصرف": "النبي - صلى الله عليه وسلم -"، وجملة "قد تجلت" في محل الحال من الضمير.

وجملة "فخطب الناس" معطوفة، وتقدّم الكلام على "خطب" في الحديث الرابع من "صلاة الجمعة".


(١) يعني أنها تأنيث لما هو على صيغة أفعل التفضيل، قال في شرح التصريح (٢/ ٣٢٧): "و (أخرى) أنثى (آخر)، بالفتح للخاء، بمعنى مغاير، و (آخر) بالفتح، من باب اسم التفضيل".
(٢) بالنسخ: "وإنه".
(٣) انظر: شرح التسهيل (٣/ ٢٦٢)، وهمع الهوامع (٢/ ٢٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>