وتقدم الفرق بين:"كرهت خروجك"، و"كرهت أن تخرج"، في الحديث العاشر من أوّل الكتاب.
قوله:"يا أمة محمد، والله": تقدَّم مثله.
وجاء بعد القسم هنا "لو"، والقَسَم يحتاج إلى جواب كما تحتاجه "لو"، فهذا الموضع اجتمع فيه قَسَم وشرط، والقسم "والله" والشرط "لو"، غير أنها عكس "إنْ" في كونها تعلِّق الماضي بالماضي، بخلاف "إنْ" فإنها تعلِّق المستقبل بالمستقبل، وقد اختلفوا في الجواب لأيِّهما؟
فالذي عليه الجمهور: أن الجواب يكون للمتقدّم منهما، والجواب هنا لا يصلح للقسم، ويصلح لـ "لو"، فإذا جعلناه لـ "لو" قدَّرنا جواب القسم محذوفًا لدلالة جواب "لو" عليه، أي:"والله لو تعلمون لتضحكن قليلًا، ولتبكُنَّ كثيرًا".
وإنما قلت: إنه لا يصح أن يكون جواب القسم لأنه إذا اجتمع القسم والشرط وجعلت الجواب للقسم وجب أن يكون فعل الشرط ماضيًا لفظًا، نحو قوله تعالى:{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ}[البقرة: ١٤٥]، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ}[التوبة: ٦٥]، أو ماضيًا معنى، نحو:"والله إن لم تأتني أتيتك".
وهنا في الحديث جاء الفعل مضارعًا، فتعين الجواب لـ "لو"، وإنما قلت إن "لو" حكمها حكم "إنْ" مع القسم؛ لأنها معدودة من حروف الشرط، إلا أنها تعلق الماضي بالماضي.
وقد حرر الشيخ أبو حيان الإعراب على قوله تعالى:{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ}[البقرة: ١٤٥] في هذه المسألة، وفي ضمن كلامه فوائد تتعلّق بما نحن فيه، فقال:"اللام" في "لئن" مؤذنة بقَسَم محذوف مقدم على