للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إنما ضُمَّت "التاء" فيها لأنهم لو أبقوها مفتوحة لجاز أن تكون للواحد، وتكون "النون" زائدة في "أنتن" و"ضربتن" (١).

قوله: "ذلكِ": هو بكسر "الكاف"، يخاطب أم عطية، ولو أراد خطاب النسوة اللاتي حضرن غسلها لقال: "ذلكنَّ".

وقد أجازوا في خطاب الجماعة المذكّرين فتح "الكاف"، نحو قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ} (٢) [المائدة: ٦٠]، وكذلك قوله: {ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ} [البقرة: ٢٣٢] (٣).

فيجوز أن تكون "الكاف" هنا مفتوحة على هذا القياس، وقد جاء في الشعر:

وَلَسْتُ بِسَائِلِ جَارَاتِ بَيْتِي ... أَغُيَّابٌ رِجَالُكِ أَمْ شُهُودُ (٤)


= وكسرت بـ (أن) ". انظر: شرح التصريح (١/ ١٠٣، ١٠٤). وذهب الكوفيون إلى أن التاء في (أنت) من نفسِ الكلمة، والكلمةَ بكَمالها اسمٌ عَمَلًا بالظاهر، والخلاف هنا مبنيٌّ على الخلاف في تاء (أنت). انظر: شرح المفصل لابن يعيش (٢/ ٣٠٦، ٣٠٧).
(١) سبق أن ذكر المصنف أن سبب ضم التاء في "أنتم، وأنتما" هو وقوع الميم بعدها، ولأن مخرج الميم هو نفس مخرج الواو ضموا ما قبل الميم كما ضموا ما قبل الواو. وذكرتُ من قبل أنه قيل: إن أصل "رأيتُنَّ": "رأيتُمْن" فأدغم الميم بعد قلبه نونا في النون لقرب الميم من النون في المخرج، فصارت "رأيتنَّ"، فيمكن أن يقال: إن سبب ضم التاء هنا أيضًا هو وقوعها قبل الميم، كما في "أنتم، وأنتما". والله أعلم. انظر: شرحان على مراح الأرواح في علم الصرف (شرح ديكنقوز)، ص (٣٣)، شرحان على مراح الأرواح في علم الصرف (الفلاح شرح المراح لابن كمال باشا)، ص (٣٢).
(٢) بالنسخ: "قل أنبئكم".
(٣) انظر: البحر المحيط (٢/ ٤٩٥)، والكشاف (١/ ٢٧٨).
(٤) البيت من الوافر، وهو لعقيل بن علفة، وقيل: لابن أبي مرة القتالي. انظر: خزانة الأدب للبغدادي (٩/ ١٥٦)، وشرح ديوان الحماسة للتبريزي (ص/ ١٥١، ١٥٢)، سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (١/ ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>