للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"اليمين" مخالف للشمال (١).

قلت: وعلى هذا لا يكون "ميامن" هنا بمعنى "الجهات"، إنما هو بمعنى "الأعضاء اليمنى".

قوله: "ومواضع الوضوء منها": قال في "الصحاح": "الموضِع": المكان، و"الموضِع" أيضًا مصدر، قولك: "وضعت الشيء من يدي"، "وضعًا" و"موضوعًا"، وهو مثل المعقول. و"الموضَع" بفتح الضاد لغة في "الموضِع"، سمعها الفراء (٢)، انتهى.

و"مواضع": هنا جمع "موضع" أي: "أماكن الوضوء".

قوله: "منها": هذه اللفظة في بعض النسخ وأكثرها على سقوطها، ويتعلق حرف الجر بحال من "مواضع".

ويحتمل أن يتعلق بصفة لها؛ لأنه أضاف المواضع إلى جنس الوضوء، لا وضوءًا بعينه، فعومل معاملة النكرة في الوصف بالمجرور، ومن ذلك قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} [يس: ٣٧] قيل: جملة: "نسلخ" صفة لليل (٣)،

وكذلك قوله تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} (٤) [الجمعة: ٥].

وكذلك قوله:

وَلَقَدْ أمُرَّ عَلَى اللَّئِيم يَسُبُّني ... . . . . . . . . . . . (٥)


(١) انظر: الصحاح (٦/ ٢٢٢١).
(٢) انظر: الصحاح (٣/ ١٢٩٩).
(٣) انظر: البحر المحيط (١٠/ ١٧٢).
(٤) بالأصل: "كالحمار".
(٥) صدر بيت من الكامل، وهو لرجل من سلول، وقيل: لشمر بن عمرو الحنفي، وقيل =

<<  <  ج: ص:  >  >>