للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"ضلَّ الناسي": إذا "غاب عنه حفظ الشيء"، ويقال: "أضللت الشيء" إذا "وجدته ضالًا"، كما يقال: "أحمَدته" و"أبخلتُه" إذا وجدته محمودًا وبخيلًا. ومنه: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى قومه فوجدهم ضُلالًا غير مهتدين إلى الحق (١).

و"وجد" هنا هي المتعدية إلى مفعول واحد، من قولهم: "وجدت الضالة، بمعنى "أصبت". وتقدم الكلام عليها في الثاني من "باب الاستطابة".

و"ضلالا": مفعول به، ومفرده: "ضال".

قوله: " [فهداكم] (٢) الله بي": "هَدَى" يتعدَّى تارة إلى واحد، وتارة إلى اثنين، وتارة إلى الثاني بحرف الجرِّ.

قوله: "بِي": يتعلق بـ "هداكم"، ومعناها السببية.

[قوله] (٣): "وكنتم متفرقين فألَّفكم الله بي": تحتمل الجملة الاستئناف، وتحتمل أن تكون في محلّ حال، و"الواو" واو الحال، و"قد" مقدرة، أي: "وقد كنتم متفرقين".

قوله: "وعالة": معطوف على "متفرقين"، ويحتمل أن يعطف على "ضُلَّالا" أي: "ألم أجدكم ضُلَّالا وعالة؟ "، والمعنى فيهما مُتقارب.

قوله: "فأغناكم الله بي": "الباء" في جميعها سببية.

قوله: "كلما قال شيئًا، قالوا: الله ورسوله أمنُّ": "كلَّما" فيها معنى الشرط، وجوابها "قالوا"، و"الله" مبتدأ، و"أمنُّ" خبره، وهو "أفعل من"، والمتعلق به محذوف، أي: "أمنُّ من غيره".


(١) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٩٨).
(٢) بالأصل: "فهداهم".
(٣) بياض بالأصل. وسقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>