للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - وقِسْمٌ أنت فيه بالخيار. (١)

فأمّا حَذْفُه وجُوبًا: فتقَدّم في الرّابع عَشر مِن "الجنَابة".

وأمّا وجُوبُ إثباته: فهو إذا كَان "مَا" (٢) التعجّبية، نحو: "مَا أحْسَن زيدًا"، ولا يجوزُ حَذْفها؛ لأنّ التعَجّبَ جَرى مجرَى المعتلّ، فلا يتغَير، وكذا كُلّ مُبتدأ لو حُذف لم يكُن عليه دَليل. (٣)

وأمّا الذي أنْت فيه بالخيار: فكُلّ مُبتدأ إذا حُذف كَان له ما يدلُّ عليه، كقولك: "المسك" إذا شَمَمت رائحة، و"الهلال" إذا رَأيته، ويجُوزُ إظهاره مع ذلك. (٤)

إذا ثبت ذلك: فجُملة "أنَا" المقَدّر وخَبره في محلّ نصب بالقول.

قوله: "قَالَ": أي: "النبي - صلى الله عليه وسلم -": "خُذْ هذا" تقَدّم الكَلام على "أخَذ" في السّادس مِن "الاستطابة".

وأصْلُ الأمْر منه: "أُؤْخُذْ"، واستُثقِلت الهمزتان، فحُذفت الأولى، ثم حُذفت


(١) انظر: شرح الكافية الشافية (١/ ٣٥٣)، شرح ابن عقيل (١/ ٢٤٤ وما بعدها)، شرح التصريح (١/ ٢٢١ وما بعدها)، توضيح المقاصد والمسالك (١/ ٤٨٥)، دليل الطالبين لكلام النحويين (ص ٤١).
(٢) أي: إذا كان المبتدأ هو "ما" التعجبية.
(٣) انظر: شرح الكافية الشافية (١/ ٣٥٣، ٣٥٨)، شرح التسهيل (١/ ٢٩٣)، شرح المفصل (١/ ٢٣٩)، (٥/ ١١٨)، أوضح المسالك لابن هشام (١/ ٢١٣ وما بعدها)، مغني اللبيب (ص ٧٨٧، ١١٥، ٨٢٢).
(٤) انظر: شرح الكافية الشافية (١/ ٣٥٣)، شرح التسهيل (١/ ٢٨٦)، شرح المفصل لابن يعيش (١/ ٢٣٨ وما بعدها)، (٤/ ٤٠١)، شرح الأشموني (١/ ٢٠٥ وما بعدها)، شرح ابن عقيل (١/ ٢٤٤ وما بعدها)، أوضح المسالك (١/ ٢١٣ وما بعدها)، همع الهوامع للسيوطي (١/ ٣٩٠ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>