للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أبو حيّان في قوله تعَالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [المائدة: ١٠٥]: إغراءٌ، وهو اسمٌ للفِعْل. [وإن] (١) كَان الفِعْلُ مُتعدّيًا كَان اسمه مُتعدّيًا، وإلا كَان لازمًا. و"عليكُم" هُنا اسم لـ "الزم"، وهو مُتعَدّ. و"أنفسكم" مفعولٌ به. ويجوز أن يُؤتى بالضّمير المنفَصِل أيضًا، فتقُول: "عليك إيّاك". (٢)

و"الكاف" في مَوضِع جَر؛ لأنّ اسمَ الفعل هو الجارّ والمجرور. (٣)

و"على" لم تُستعمَل وحْدها اسم فِعْل، بخلاف "رويدكم"؛ فإنّ "الكاف والميم" هناك حَرف للخِطاب فقط، لا مَوْضِعَ لها؛ لأنّ "رويد" قد استُعملت اسمًا للأمر للمُواجهة من غير [كاف] (٤) الخطَاب.

وقيل في "عليك" و"رُوَيد" و"صَه" و"هَيْهات ذلك": إنّ مَوضِعها نَصْب، لأنّها عبارة عَن [لَفْظ] (٥) الفِعْل، فأشبهت المصَادر النائبة عن الفعل. (٦)

وزَعَم بعضُهم أنّ مَوضِعها رَفْعٌ بالابتداء، وقَد سَدّ فاعِلُها مسَدّ الخبر.

وعلى هذا: في "عليك" ضَميران، مُستَكِنّ مَرفُوع، وبارز مجرور، فإذا جئت بتَابع؛ جَاز رَفعه حملًا على ضَمير الفَاعِل، كقَولك: "عليكُم أجمعون" رفعت حملًا على الفَاعِل، و"عليكُم أجمعين" حملًا على "الكَاف". (٧)

ويحتمل أنْ يكُون قولُه هُنا "عليكُم برُخْصَة الله" فيه مفعُولٌ محذُوفٌ، أي:


(١) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٢) انظر: البحر المحيط (٤/ ٣٨٨)، (٦/ ٤٩).
(٣) انظر: تفسير الإيجي (١/ ٥٠٣).
(٤) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٥) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٦) انظر: البحر المحيط (٤/ ٣٨٨)، (٦/ ٤٩)، اللباب في علوم الكتاب (٧/ ٥٥٨)، الدر المصون (٤/ ٤٥١)، تفسير القرطبي (٢٠/ ١٢).
(٧) انظر: البحر المحيط (٤/ ٣٨٨)، (٦/ ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>