للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"البرا" (١). (٢)

واعلم أنّ "الثّامنة" في الحديث صِفَة لمحذُوف تقديره: "الغَسْلَة الثّامنة"، وهو [هنا] (٣) اسم الفَاعِل من فعله، وهو "ثمن"، كـ"خامس" "خمس"، و"رابع" من "ربع"، ولذلك يجب أن يُذكَّر مع المذكّر، ويُؤَنّث مع المؤنّث.

إذا ثبت ذلك: فلك في استعماله ثلاثة أوْجُه: -

أحدها: إفراده وتجريده، فتقُول: "ثاني"، "ثالث"، "ثان".

الثاني: أن تستعمله مع أصله ليُفيد أنّ الموصوف به بعض العَدد؛ فتقول: "خامس خمسة"، "ثامن ثانية"، أي: "بعض المعدود". ويجب إضافته إلى أصله، قال تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} [التوبة: ٤٠].

الثالث: أن يضاف إلى ما هو دون أصله ليفيد معنى التصيير؛ فتقول: "هذا رابع ثلاثة"، أي: "جاعل الثلاثة أربعة"، وكذلك: "ثامن سبعة"، أي: "مصير السبعة ثمانية"، قال تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: ٧]، ويجوز حينئذٍ إضافته وإعماله.

كما يجوز الوجهان في جاعل ومُصيّر، فيقرر بذلك أن أصل "ثامن": "ثمانية" إن كان فعله "ثمن".

ولفظ "ثمان" من الأسماء المنقوصة، آخره "ياء"، قبلها كسرة، وقد تكرّر ذلك


(١) انظر: إحكام الأحكام (١/ ٢١٨)، وحاشية الصنعاني على إحكام الأحكام (١/ ١٦١)، وشرح العيني على أبي داود (١/ ١٣٢).
وانظر معنى "البرا" في: الصّحاح (٦/ ٢٢٧٩)، والمحكم، لابن سيده (١٠/ ٣٥٧)، ومشارق الأنوار (١/ ٨٢).
(٢) كتب بالهامش أمامها: "بلغ مقابلة".
(٣) غير واضحة بالأصل. وسقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>