للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقم عليه الحجة بإرسال الرسل وإنزال الكتب (١).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحِمهُ الله متعقبًا هذا القول: "صاحب هذا القول:

إن أراد بالفطرة التمكن من المعرفة والقدرة عليها، فهذا ضعيف؛ لأن مجرد القدرة على ذلك لا يقتضي أن يكون حنيفًا ولا على الملة ...

وإن أراد بالفطرة القدرة على المعرفة مع إرادتها، فالقدرة الكاملة مع الإرادة التامة تستلزم وجود المراد المقدور، فدل على أنهم فطروا على القدرة على المعرفة وإرادتها وذلك مستلزم للإيمان" (٢).

وثانيهما: المعارضة: وذلك بما تقدم من الأدلة الدالة على أن المراد بالفطرة الإسلام.

ولعل الذي حمل ابن حجر رحِمهُ الله على ترجيح القول بأن الفطرة هي الخلقة ومجرد التهيؤ والتمكن مع أنه قول مرجوح في نفسه هو قوله بأن معرفة الله تعالى نظرية كسبية لا ضرورية فطرية - كما سبق - ومن ثم فإنه فسر الفطرة بالتهيؤ للإسلام والتمكن منه لا الإسلام نفسه.

* * *


(١) انظر: شفاء العليل (٢/ ٧٩٠).
(٢) درء التعارض (٨/ ٣٨٥)، وانظر: (٨/ ٤٤٤ - ٤٤٩).

<<  <   >  >>