للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهج به قوم من ضلال المتأخرين (١).

٢ - أن الشرع لم يستحب من الذكر إلا ما كان كلامًا تامًا مفيدًا، والذكر بالاسم المفرد لا يعد كلامًا تامًا مفيدًا؛ إذ لا يدل على ذكر أو مدح أو تعظيم ولا يتعلق به إيمان ولا ثواب ولا يدخل به الذاكر عقد الإسلام، وأبعد من ذلك ذكر الاسم المضمر فإنه لا يدل على معين أصلًا، وإنما هو بحسب قصد المتكلم ونيته (٢).

٣ - أن القول بتفضيل الذكر بالاسم المفرد على التهليل وتفضيل الذكر بالاسم المضمر على الاسم المفرد جر كثيرًا ممن يقول بذلك إلى القول بأن التهليل هو ذكر العامة، والذكر بالاسم المفرد هو ذكر الخاصة، والذكر بالاسم المضمر هو ذكر خاصة الخاصة (٣).

ومعلوم أن التهليل هو ذكر الأنبياء الذين هم خاصة الخاصة بل هو أفضل قولهم؛ لِمَا روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير الدعاء دعاء عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" (٤).


(١) انظر: مجموع الفتاوى (١٠/ ٥٥٦، ٥٦٧)، العبودية لابن تيمية (ص ٧٣ - ٨٢).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (١٠/ ٣٩٦ - ٣٩٧، ٥٥٦)، الرد على المنطقيين لابن تيمية (ص ٣٥)، طريق الهجرتين لابن القيم (ص ٣٣٨).
(٣) انظر: الفتاوى (١٠/ ٥٥٧)، العبودية (ص ٨٣)، الرد على المنطقيين (ص ٣٥).
(٤) أخرجه الترمذي في أبواب الدعوات (٥/ ٥٤١) برقم (٣٥٨٥)، وأحمد (١١/ ٥٤٨) برقم (٦٩١١) من طريق محمد بن أبي حميد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
ومحمد بن أبي حميد هو الأنصاري الزرقي الملقب بحماد ضعيف، قال الحافظ في التقريب: (ص ٨٣٩ ترجمة ٥٨٧٣): "محمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري، الزرقي، أبو إبراهيم المدني، لقبه حماد، ضعيف، من السابعة".
وقد أعله الترمذي به فقال: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المدني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث".
والحديث له شواهد، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ٢٧٢): "رواه مالك في الموطأ من حديث طلحة بن عبد الله بن كريز بفتح الكاف مرسلًا، وروي عن مالك =

<<  <   >  >>