للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالقول بأن التهليل هو ذكر العامة طعن في الأنبياء والمرسلين عليه السلام.

كما أن القول بذلك جر بعضهم إلى الوقوع في الأحوال الشيطانية والقول بوحدة الوجود (١) وأن كل موجود هو الله - تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا - (٢).

٤ - أن ما استَدَلَّ به مَنْ فضَّل الذكر بالاسم المفرد والاسم المضمر على التهليل لا يخرج عن أمرين: إما دليل مطعون في ثبوته أو في دلالته، وإما ذوق (٣) أو وجد لا يعارض بهما الأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على أن أفضل الذكر بعد القرآن التهليل (٤).

وما ذكره ابن حجر في تعليل قوله والاستدلال له لا يخرج عن ذلك؛ إذ هو قائم على الذوق والوجد الصوفيين وهما نسبيان فكل إنسان له اعتقاداته وإراداته، وتطلب نفسه تذوقها، والأذواق مختلفة والمواجيد


= موصولًا ذكره البيهقي وضعفه، وكذا ابن عبد البر في التمهيد ... ورواه العقيلي في الضعفاء من حديث نافع عن ابن عمر بلفظ: "أفضل دعائي ودعاء الأنبياء قبلي عشية عرفة، لا إله إلا الله" الحديث، وفي إسناده فرج بن فضالة وهو ضعيف جدًّا، قال البخاري: منكر الحديث، ورواه الطبراني في المناسك من حديث علي نحو هذا، وفي إسناده قيس بن الربيع".
وقد حسن الحديث بشواهده الألباني في السلسلة الصحيحة (٤/ ٦) برقم (١٥٠٣)؛ فالحديث حسن لغيره.
(١) وحدة الوجود مذهب فلسفي صوفي يقوم على القول بالاتحاد العام بين الخالق والمخلوق، فوجود المخلوق هو وجود الخالق، بل الخالق هو المخلوق والمخلوق هو الخالق، ولا وجود لموجودين خلق أحدهما الآخر، ومن أشهر من قال به: ابن عربي وابن الفارض ومن على منهجهما من أهل الاتحاد.
انظر: الفتاوى (٢/ ٣٦٤ - ٣٦٥).
(٢) انظر: الفتاوى (١٠/ ٣٩٧)، العبودية (ص ٨١).
(٣) يعرف الصوفية الذوق بقولهم: هو نور عرفاني، يقذفه الحق بتجليه في قلوب أوليائه يفرقون به بين الحق والباطل، من غير أن ينقلوا ذلك من كتاب أو غيره، فهو من ثمرات التجلي ونتائج الكشوفات.
انظر: الرسالة القشيرية (١/ ١٧٨)، معجم اصطلاحات الصوفية للكاشاني (ص ١٨١)، الفتوحات المكية لابن عربي (٢/ ٥٤٨)، معجم مصطلحات الصوفية للحنفي (ص ١٠٤).
(٤) انظر: الفتاوى (١٠/ ٣٩٦)، تطهير الاعتقاد للصنعاني (ص ٤٠)، الدين الخالص (٣/ ٥٧٧).

<<  <   >  >>