للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سحر الحقيقة، مما يوهم قصر السحر على التخييل كما هو قول المعتزلة ومن وافقهم.

وأما ما قرره من كون السحر له حقيقة وأنه ليس مجرد تخييل لا حقيقة له مطلقًا فهو موافق لقول أهل السنة والجماعة (١) ومن وافقهم (٢)، وهو الحق الذي لا محيد عنه.

والقول بذلك هو ما عليه عامة أهل العلم من أتباع المذاهب الفقهية (٣)، ولهذا أدخلوا جنايات السحرة في كتبهم، وبينوا ما يترتب عليها من الأحكام (٤).

ولم يخالف في ذلك إلا المعتزلة (٥)، وتبعهم عليه بعض أهل العلم كأبي جعفر الأستراباذي (٦) وابن حزم (٧) وغيرهما (٨)، وهم المشار إليهم في كلام ابن حجر رحمه الله المتقدم في قوله: "قال بعض العلماء: إنه تخييل لا حقيقة له".


= وابن حزم في الفصل (٥/ ١٠٣)، والرازي في تفسيره (٣/ ٢١٣).
(١) انظر: تأويل الحديث لابن قتيبة (ص ١٧٩ - ١٨٧)، تأويل مشكل القرآن له أيضًا (ص ١١٦)، الحجة في بيان المحجة لقوام السنة ١/ ٤٨١ - ٤٨٤)، شرح السنة للبغوي (٧/ ٣٢٤)، بدائع الفوائد (٢/ ٢٢٧)، تيسير العزيز الحميد (ص ٣٨٣)، فتح القدير للشوكاني (١/ ١١٩)، أضواء البيان (٤/ ٤٣٧ - ٤٤٤).
(٢) انظر: أعلام الحديث للخطابي (٢/ ١٥٠٠ - ١٥٠٤)، شرح صحيح مسلم (١٤/ ١٧٤)، فتح الباري (١٠/ ٢٢٢).
(٣) انظر: أعلام الحديث للخطابي (٢/ ١٥٠١).
(٤) انظر: فتح القدير لابن الهمام (٦/ ٩٩)، الكافي لابن عبد البر (٢/ ١٦٤)، روضة الطالبين للنووي (٩/ ٣٤٧)، مغني المحتاج (٤/ ١١٨)، المبدع شرح المقنع لابن مفلح (٩/ ١٩٠)، وللاستزادة: الجناية بالسحر حكمها وعقوبتها لعبد الرحمن الراشد (ص ٣٩) وما بعدها.
(٥) انظر: متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار (١/ ١٠١)، وتنزيه القرآن عن المطاعن له أيضًا (ص ٢٨ - ٢٩)، الكشاف للزمخشري (١/ ٨٥).
(٦) هو أبو جعفر الأستراباذي نسبة إلى أستراباذ بلدة بخرسان، فقيه شافعي، له تعليق في الفقه.
انظر: طبقات الشافعية للأسنوي (١/ ٤٨).
(٧) انظر: الفصل (٥/ ٩٩ - ١١٠)، المحلى (١/ ٤٦).
(٨) انظر: فتح الباري (١٠/ ٢٣٣).

<<  <   >  >>