للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحين السؤال عن المطلوب يقتضي أوضاع البروج وقوى الشكل المعين من الرمال، فتلك الأشكال -بسبب مدلولاتها من البروج- تدل على أحكام مخصوصة تناسب أوضاع البروج" (١).

وقد ذكر أهل العلم له صورًا كثيرة، وأشكالًا متعددة (٢)، وما ذكروه لا يعدو أن يكون من أنواعه وأشكاله، وليس حصرًا له في المذكور.

وما ذكره ابن حجر من تحريم الخط والرمل وتعلمه وتعليمه معللًا ذلك بما فيه من إيهام مشاركة الله تعالى في علم الغيب الذي اختص به هو قول أهل السنة والجماعة (٣)، ومن وافقهم (٤).

وقوله بالتحريم لا ينافي كون ذلك شركًا، وكون فاعله كافرًا مشركًا خارجًا من الملة، كما يدل على ذلك تعليله السابق.

يقول العلامة الذهبي (٥) رحمه اللهُ: "من العلوم المحرمة: علم السحر ... والطِّيرة، والشّعبذة، والتنجيم، والرمل، وبعضها كفر صراح، ومنها ما يحصل من الكتابة" (٦).

وأما ما أجاب به عن استدلال أولئك المنجمين على تجويز فعلهم


(١) مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم (١/ ٣٣٦)، وانظر: مقدمة ابن خلدون (ص ١١٢).
(٢) انظر: غريب الحديث للخطابي (١/ ٦٤٨)، شرح السنة للبغوي (١٢/ ١٨٣ - ١٨٤)، تفسير القرطبي (١٦/ ١٨٠)، إكمال الإكمال للإبي (٢/ ٢٤٠)، بلوغ الأرب للألوسي (٣/ ٣٢٣).
(٣) انظر: تفسير ابن جرير (١١/ ٢٧٣)، شرح السنة (١٢/ ١٨٣ - ١٨٤).
(٤) انظر: صحيح مسلم للنووي (٥/ ٢٣)، شرح الإبي إكمال الإكمال (٢/ ٢٤٥)، تفسير القرطبي (٢/ ٢٤٠)، الرد على من ذهب إلى تصحيح علم الغيب من جهة الخط لابن رشد (ص ٣٥).
(٥) هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله، شمس الدين أبو عبد الله، الذهبي، عالم متفنن، سلفي المعتقد، من مؤلفاته: سير أعلام النبلاء، والعلو للعلي الغفار، والكبائر، توفي سنة ٧٤٨ هـ.
انظر: الدرر الكامنة (٣/ ٤٢٦)، شذرات الذهب (٦/ ١٥٣).
(٦) مسائل في طلب العلم وأقسامه (ص ٢١٤ - ٢١٥).

<<  <   >  >>