للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشيخ حافظ حكمي (١) -رَحِمَهُ اللهُ-: "اعلم أن الرياء قد أطلق في كتاب الله كثيرًا، ويراد به النفاق الذي هو أعظم من الكفر، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار ... والفرق بين هذا الرياء الذي هو النفاق الأكبر وبين الرياء الذي سمّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- شركًا أصغر خفيًا هو حديث: "إنما الأعمال بالنيات" (٢) ...

فإن كان الباعث على العمل هو إرادة الله والدار الآخرة وسلم من الرياء في فعله، وكان موافقًا للشرع فذلك العمل الصالح المقبول.

وإن كان الباعث على العمل هو إرادة غير الله عز وجل فذلك النفاق الأكبر ...

وإن كان الباعث على العمل هو إرادة الله عز وجل والدار الآخرة، ولكن دخل عليه الرياء في تزيينه وتحسينه فذلك هو الذي سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- الشرك الأصغر" (٣).

وأما ما ذكره ابن حجر من تقسيم العمل إلى عمل هو رياء محض، وآخر هو مشرب به، وثالث طارئ عليه، وحكمه على كل قسم منها بما يراه، فهو مما وافق فيه أهل العلم (٤).

يقول الحافظ ابن رجب -رَحِمَهُ اللهُ-: "اعلم أن العمل لغير الله أقسام: فتارة


(١) هو حافظ بن أحمد بن علي بن أحمد حكمي، عالم متفنن، سلفي المعتقد، من مؤلفاته: معارج القبول، وأعلام السنة المنشورة، الجوهرة الفريدة في تحقيق العقيدة، توفي سنة: ١٣٧٧ هـ.
انظر: الشيخ حافظ بن أحمد حكمي د. أحمد علوش.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (١/ ٢١) برقم (١) ومسلم، كتاب الإمارة، باب قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنية" (٣/ ١٥١٥) برقم (١٩٠٧) من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- به.
(٣) معارج القبول (٢/ ٤٩٢ - ٤٩٤).
(٤) انظر: الفروق (٣/ ٢٢)، قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام (١/ ١٢٤)، أعلام الموقعين لابن القيم (٢/ ١٦٢)، جامع العلوم والحكم (١/ ٧٩ - ٨٣)، معارج القبول (٢/ ٤٩٢ - ٤٩٤).

<<  <   >  >>