للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التقويم:

الرياء في اللغة: مشتق من الرؤية، وهي النظر، يقال: راءيته، مراءاة، ورياء إذا أريته على خلاف ما أنا عليه (١).

وأما في الاصطلاح: فقد ذكر أهل العلم له تعريفات متعددة، إلا أنه وإن اختلفت عباراتهم فيها، فإن مدارها على أمرين:

الأول: إرادة غير الله من دون الله.

والثاني: إرادة غير الله مع الله (٢).

وما ذكره ابن حجر من تحريم الرياء هو ما تدل علية النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، وما أجمع عليه علماء الأمة.

وأما ما قرره من كون الرياء تارة يكون شركًا أكبر، وأخرى يكون شركًا أصغر فإنه حق (٣)؛ ذلك أن الرياء تارة يكون في أصل الاعتقاد ومطلق العمل، وهو ما يطلق عليه أهل العلم النفاق الاعتقادي (٤) أو شرك النية والإدارة والقصد (٥)، وهذا مما أجمع أهل العلم على كونه شركًا أكبر يكفر به صاحبه ويخرج من الملة، وتارة يكون الرياء في أفراد العمل وهو إما أن يكون في أصله، أو مخالطًا له، أو طارئًا عليه فهو حينئذٍ بحسبه، وفيه التفصيل الآتي بيانه.


(١) انظر: تهذيب اللغة (٢/ ١٣٢٦)، الصحاح (٦/ ٢٣٤٨)، لسان العرب (١٤/ ٢٩٦)، القاموس المحيط (ص ١٦٥٨).
(٢) انظر: التعريفات للجرجاني (ص ١١٣)، إحياء علوم الدين للغزالي (٣/ ٢٥٧)، فتح الباري (١١/ ٣٣٦)، تيسير العزيز الحميد (ص ٥٣٧)، فتح المجيد (٢/ ٦١٧)، معارج القبول (٢/ ٤٩٣).
(٣) انظر: جامع العلوم والحكم (١/ ٧٩)، تيسير العزيز الحميد (ص ٥٣٢ - ٥٣٣)، فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (١/ ٥١٨).
(٤) النفاق الاعتقادي: هو إبطان الكفر وإظهار الإسلام.
انظر: فتح الباري (١/ ١١١)، مجموعة التوحيد (٢/ ١٠).
(٥) شرك النية والإرادة والقصد: هو العمل لغير وجه الله، والتقرب إليه، وطلب الجزاء منه.
انظر: مجموعة التوحيد (١/ ٨)، معارج القبول (٢/ ٤٩٣).

<<  <   >  >>