للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التقويم:

البناء على القبور من ذرائع الشرك الموصلة له، ووسائله المفضية إليه، ولهذا جاءت النصوص بالتحذير من ذلك، والأمر بإزالته (١).

فقد روى أبو الهياج الأسدي (٢) -رَحِمَهُ اللهُ- أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال له: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته" (٣).

وثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنه قال: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه" (٤).

وروى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يبنى على القبور، أو أن يقعد عليها، أو يصلى عليها" (٥).

واتفق أهل العلم- رحمهم الله- على النهي عن ذلك والتحذير منه.

يقول العلامة الشوكاني (٦) -رَحِمَهُ اللهُ-: "اعلم أنه اتفق الناس سابقهم


(١) انظر: الدرر السنية (٥/ ١٤٠)، مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (١/ ٢٤٦)، النبذة الشريفة (ص ١٢٣) وما بعدها، تيسير العزيز الحميد (ص ٣٣٢) وما بعدها.
(٢) هو حيان بن حصين أبو الهياج الأسدي الكوفي، تابعي ثقة، روى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
انظر: طبقات ابن سعد (٦/ ٢٢٣)، تهذيب الكمال (٧/ ٤٧٢).
(٣) أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب الأمر بتسوية القبر (٢/ ٦٦٦) برقم (٩٦٩).
(٤) أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه (٢/ ٦٦٧) برقم (٩٧٠).
(٥) أخرج ابن ماجه الشاهد منه في كتاب الجنائز، باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها (١/ ٤٩٨) برقم (١٥٦٤)، وأخرجه بتمامه أبو يعلى في المسند (٢/ ٢٩٧) برقم (١٠٢٠) من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن القاسم بن مخيمرة، عن أبي سعيد به.
والحديث رجاله ثقات، غير أن فيه انقطاعًا فإن القاسم بن مخيمرة لم يسمع من أبي سعيد، وبهذا أعله البوصيري في مصباح الزجاجة (٢/ ٤١)، والألباني في أحكام الجنائز (ص ٢٠٦ - ٢٠٧)، إلا أن ما دل عليه الحديث ثابت متقرر بأحاديث أخرى ومنها الأحاديث المتقدمة.
(٦) هو محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني ثم الصنعاني، ففيه محدث، من مؤلفاته: التحف في مذاهب السلف، الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، =

<<  <   >  >>