للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: "وكذلك يستدل بفعل بلال بن رباح مؤذن الرسول -صلى الله عليه وسلم-رضي الله عنه- فقد ثبت أن بلالًا سافر من الشام إلى زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة المشرفة كما رواه ابن عساكر (١) بسند جيد" (٢)، "ومما استفاض عن ابن عبد العزيز (٣) أنه كان يبرد البريدي أي: يرسل الرسول من الشام، يقول له: سلم لي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وذلك في صدر من صدر التابعين ... " (٤).

ويرى ابن حجر أن استحباب شد الرحال لا يختص بقبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بل يشاركه في ذلك قبور الأنبياء والأولياء حيث يقول: "زيارة قبور الأولياء قربة مستحبة، وكذا الرحلة إليها ... " (٥).

كما يرى أن استحباب الزيارة وشد الرحال إليها لا يختص بالرجال وحدهم بل يشاركهم في ذلك النساء، يقول في ذلك: "ويسن زيارة قبور المسلمين للرجال وتكره لغيرهم إلا مع خشية فتنة فتحرم، نعم يسن لهن حيث لا خشية فتنة زيارة قبره -صلى الله عليه وسلم-، وألحق به ابن الرفعة (٦) وغيره قبور الأنبياء والأولياء والعلماء" (٧).


(١) هو علي بن الحسن بن هبة الله، أبو القاسم، ثقة الدين، ابن عساكر الدمشقي، أشعري المعتقد، شافعي المذهب، صاحب المصنفات، من مؤلفاته: تاريخ دمشق الكبير، وتبيين كذب المفتري في ما نسب إلى أبي الحسن الأشعري، الإشراف على معرفة الأطراف، توفي سنة ٥٧١ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (٢٠/ ٥٥٤)، شذرات الذهب (٤/ ٢٣٩).
(٢) تحفة الزوار (ص ٦٧).
(٣) هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي، الخليفة العادل، الزاهد الراشد، كان من الأئمة المجتهدين، والخلفاء المتقين، أقام السنة، ونشر العدل، توفي سنة ١٠١ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (٥/ ١١٤)، شذرات الذهب (١/ ١١٩).
(٤) تحفة الزوار (ص. ٧).
(٥) الفتاوى الفقهية الكبرى (١/ ٤٢١ - ٤٢٢)، وانظر: الجوهر المنظم (ص ١٠).
(٦) هو أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع الأنصاري، نجم الدين، أبو العباس، المعروف بابن رفعة، من مؤلفاته: الكفاية شرح التنبيه، والمطلب شرح الوسيط، والنفائس في هدم الكنائس، توفي ٧١٠ هـ.
انظر: الدرر الكامنة (١/ ٢٨٤)، البدر الطالع (١/ ١١٥).
(٧) فتح الجواد (١/ ٢٤٤)، وانظر: الجوهر المنظم (ص ١٠).

<<  <   >  >>