للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعلامة علي القاري (١).

وأما ما زعمه ابن حجر من أن ابن عساكر قد رواها بسند جيد، فهو مما تابع فيه السبكي (٢)، وقد قال ابن عبد الهادي في الرد عليه: "قوله إسناده جيد خطأ منه" (٣).

٢ - أما قصة عمر بن عبد العزيز -رَحِمَهُ اللهُ- فيجاب عنها بجوابين:

أ- أن هذه القصة قد رويت عن عمر بن عبد العزيز -رَحِمَهُ اللهُ- على وجهين:

الأول: أنه كان يوجه بالبريد قاصدًا لمدينة ليقرئ النبي -صلى الله عليه وسلم- السلام:

وقد أخرج القصة على هذا الوجه البيهقي (٤) من طريق عبد الله بن يوسف الأصفهاني، عن إبراهيم بن فراس، عن محمد بن صالح الرازي، عن زياد بن يحيى، عن حاتم بن وردان، قال: "كان عمر بن عبد العزيز يوجه بالبريد قاصدًا إلى المدينة ليقرئ عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- السلام" (٥).

والقصة بهذا الإسناد لا تصح، يقول الحافظ ابن عبد الهادي -رَحِمَهُ اللهُ-: "إن ما نقل عن عمر بن عبد العزيز من إبراده البريد من الشام قاصدًا إلى المدينة لمجرد الزيارة، ليس بصحيح عنه؛ بل في إسناده ضعف وانقطاع ... حاتم بن وردان ... لم يلق عمر بن عبد العزيز ولم يدركه فروايته عنه مرسلة غير متصلة" (٦).

والثاني: أنه كان يرسل السلام لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع بعض من قدم عليه من المدينة إذا أراد الرجوع إليها:


(١) انظر: المصنوع في معرفة الحديث الموضوع (ص ٢٥٧ - ٢٥٨).
(٢) انظر: شفاء السقام في زيارة خير الأنام له (ص ٥٧ - ٥٨).
(٣) الصارم المنكي (ص ٢٣٧).
(٤) هو أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي، من فضلاء الأشاعرة ومتقدميهم، وأكابر الشافعية ومقدميهم، من مؤلفاته: الأسماء والصفات، ودلائل النبوة، والبعث والنشور، توفي سنة ٤٥٨ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٨/ ١٦٣)، شذرات الذهب (٣/ ٣٠٤).
(٥) شعب الإيمان، إتيان المدينة وزيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- (٨/ ١٠٠) رقم (٣٨٦٩).
(٦) الصارم المنكي (ص ٢٤٤ - ٢٤٦).

<<  <   >  >>