للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأخبر أنه من أمر الجاهلية، ونفاه، وأبطله، وهو الذي كان يزعم المشركون، ولم يزل موجودًا في هذه الأمة إلى اليوم، وأيضًا فإن هذا من النبي -صلى الله عليه وسلم- حماية لجناب التوحيد، وسدٌّ لذرائع الشرك ... " (١).

وعليه فما ذهب إليه ابن حجر من تحريم قول مطرنا بنوء كذا في حق من اعتقد تأثير الكواكب والنجوم وكفر قائله موافق لإجماع أهل العلم.

وأما قوله بجواز ذلك في حق من اعتقد تسبب الكواكب أو كونها علامة على ذلك، فهو وإن كان قولًا لبعض الشافعية إلا أن الصحيح خلافه لِمَا سبق.

وقول الشافعي -رَحِمَهُ اللهُ- الذي أورده ابن حجر للدلالة على ما ذهب إليه يختص بمن قال مطرنا بنوء كذا وأراد في وقت كذا دون من قال ذلك يريد تسبب النجم في المطر أو كونه علامة عليه، وفرق بين الأمرين. على أنه قد نص غير واحد على تحريم هذا اللفظ مطلقًا سدًا للذريعة وحماية لجناب التوحيد.

٤ - إطلاق لفظ: عبدي وأمتي:

يرى ابن حجر -رَحِمَهُ اللهُ- كراهة قول السيد لعبده وأمته عبدي وأمتي حيث يقول: "روى الشيخان أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي" (٢)، وفي رواية لمسلم: "لا يقولن أحدكم: عبدي وأمتي كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي" (٣).


(١) تيسير العزيز الحميد (ص ٤٥٤، ٤٥٥)، وانظر: كلام ابن مفلح الذي أشار إليه في المبدع (٢/ ٢١٢).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب العتق، باب كراهية التطاول على الرقيق وقوله عبدي وأمتي (٢/ ٧٦٨) برقم (٢٥٥٢)، ومسلم، كتاب الألفاظ من الأدب، باب حكم إطلاق لفظ العبد والأمة والمولى والسيد (٤/ ١٧٦٤) برقم (٢٢٤٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- به.
(٣) أخرجه مسلم، كتاب الألفاظ من الأدب، باب حكم إطلاق لفظ العبد والأمة والمولى والسيد (٤/ ١٧٦٤) برقم (٢٢٤٩).

<<  <   >  >>