للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما توسل عمر بالعباس -رضي الله عنهما- فقد سبق الجواب عنه بما يغني عن إعادته (١).

وأما تشنيع ابن حجر- عفا الله عنه- على شيخ الاسلام ابن تيمية في إنكاره التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- زعمه بكونه مما انفرد به فالجواب عنه من وجهين:

١ - أن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يمنع من عموم التوسل به -صلى الله عليه وسلم-- كما توهمه عبارة ابن حجر- وإنما ذهب إلى أن التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- منه ما هو مشروع ومنه ما هو ممنوع- وقد سبق نقل كلامه في ذلك (٢).

٢ - أن شيخ الإسلام لم ينفرد بمنع التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بطلب الدعاء منه بعد وفاته أو التوسل بذاته أو جاهه، بل سبقه إلى ذلك جماعة من أهل العلم منهم أبو حنيفة النعمان، وصاحبه أبو يوسف (٣) (٤) فالتشنيع عليه تشنيع عليهم، والاستطالة في عرضه استطالة في أعراضهم.

وقد رد على ابن حجر غير واحد من أهل العلم في القديم والحديث تشنيعه على شيخ الإسلام وزعمه بتفرده بتحريم التوسل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بما يغني عن التطويل بذكره (٥).


(١) انظر: (ص ٢٦٣).
(٢) انظر: (ص ٢٥٨).
(٣) هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، الكوفي البغدادي، أبو يوسف، تلميذ أبي حنيفة وناشر مذهبه، من مؤلفاته: الخراج، والفرائض، والآثار وغيرها، توفي سنة ١٨٢ هـ.
انظر: تاريخ بغداد (١٤/ ٢٤٢)، شذرات الذهب (١/ ٢٩٨).
(٤) انظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص ١٨٧)، إتحاف السادة المتقين للزبيدي (٢/ ٢٨٥)، جلاء العينين للألوسي (ص ٥١٦ - ٥١٧، ٥٥١)، الصواعق المرسلة الشهابية لابن سحمان (ص ٢١٠).
(٥) انظر: جلاء العينين للألوسي (ص ٤٨٥ - ٥٧٧)، وللاستزادة: دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية لعبد الله الغصن (ص ٤٢٨).

<<  <   >  >>