للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلماء أعاذنا الله من ذلك بمنه وكرمه" (١).

التقويم:

صفة الصورة من الصفات الذاتية الثابتة لله تعالى بالأحاديث الصحيحة، منها:

قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة: "فيأتيهم الجبار في صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا ... " (٢).

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "رأيت ربي في أحسن صورة" (٣).

قال الإمام الآجري رحمهُ اللهُ بعد ذكره لهذه الأحاديث: "هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها، ولا يقال فيها: كيف؟ ولم؟ بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر كما قال من تقدم من أئمة المسلمين" (٤).

وقال الإمام ابن قتيبة رحمهُ اللهُ: "الذي عندي -والله تعالى أعلم- أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لتلك


(١) الفتاوى الحديثية (ص ٣٨٥)، وانظر: (ص ٣٨١).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب الصراط جسر جهنم (٤/ ٢٠٥٥) برقم (٦٥٧٣)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية (١/ ١٦٣) برقم (٢٩٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٣) الحديث روي من حديث اثني عشر صحابيًّا، وأصحها حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- فقد نقل ابن عدي في الكامل عن الإمام أحمد أنه قال عنه: "هذا أصحها". وحديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أخرجه الترمذي في السنن، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة ص (٥/ ٣٤٣) برقم (٣٢٣٥)، وأحمد (٣٦/ ٤٢٢) برقم (٢٢١٠٩)، وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٥٤٢) برقم (٣٢١)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ١٠٩)، والدارقطني في الرؤية (ص ٣٠٨ - ٣١٥) برقم (٢٢٧، ٢٢٨، ٢٢٩، ٢٣٠، ٢٣١، ٢٣٢)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٣٤٤) من طرق عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- مطولًا.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هذا حديث حسن صحيح ... ".
(٤) الشريعة (٣/ ١١٥٣).

<<  <   >  >>