للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد" (١).

وقول ابن حجر -غفر الله له- بأن الله عزَّ وجلَّ لا صورة له تُرى باطل من وجوه:

١ - أن الأحاديث الصحيحة قد جاءت بإثبات الصورة لله عزَّ وجلَّ، ووردت بألفاظ مختلفة كلها تؤكد أن المراد بها حقيقتها.

٢ - أن القول بنفي الصورة عن الله يستلزم نفي وجوده؛ إذ "الصورة هي الصورة الموجودة في الخارج ولفظ (ص، و، ر) يدل على ذلك، وما من موجود من الموجودات إلا له صورة في الخارج ... فيمتنع أن يكون قائمًا بنفسه ليس له صورة يكون عليها؛ لأنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به" (٢).

٣ - أن القول بنفي الصورة عن الله يستلزم نفي رؤيته في الآخرة؛ إذ لا تُعقل رؤية إلا لما له صورة في الخارج تُرى، وابن حجر يثبت رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة -وإن كان إثباته لها على وفق معتقد الأشاعرة كما سيأتي- (٣) فقوله بنفي الصورة عن الله وإثباته لرؤيته سبحانه في الآخرة تناقض منه.

وأما قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خلق الله آدم على صورته" فالذي عليه جمهور السلف -رحمهم الله- أن الضمير فيه راجع إلى الله تعالى، وخالف في ذلك بعض العلماء من أهل السنة والجماعة فنفوا رجوعه إلى الله واختلفوا في مرجعه (٤).


(١) تأويل مختلف الحديث (ص ٢٢١).
(٢) بيان تلبيس الجهمية، القسم السادس، تحقيق اليحيى (٢/ ٤٧٥).
(٣) انظر: (ص ٥٦٢).
(٤) انظر: تأويل مختلف الحديث (ص ٢١٧)، التوحيد لابن خزيمة (١/ ٤٥، ٨٤)، الشريعة (٣/ ١١٤٧)، طبقات الحنابلة لأبي يعلى (١/ ٢٥ - ٢٩)، بيان تلبيس الجهمية، القسم السادس، تحقيق: اليحيى (٢/ ٣٧٣)، مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (٢/ ٣/ ٢٢١ - ٢٢٣)، عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن للتويجري (ص ١٢)، تعريف=

<<  <   >  >>