للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التقويم:

"كل مخلوق محدث كائن بعد أن لم يكن ... قد خلق من مادة" (١)، والمادة التي خلق منها الملائكة هي النور، فقد ثبت في الحديث عنه أنه قال: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" (٢).

ولم يرد عن النبي ما يبين المراد بهذا النور، وما ورد عن بعض السلف في بيانه لا يصح، ونص الحديث ورد بإطلاق مبدأ خلقهم من النور دون تعيين له بنور العزة أو نور الذراعين والصدر، فوجب الوقوف في ذلك على ما ورد به النص (٣).

وأما ما ذكره ابن حجر من كون الملائكة خلقوا من العناصر الأربعة التي هي: (الماء، والنار، والهواء، والتراب) (٤)، ثم غلب عليها النور فلا دليل عليه.

ب - جنسهم:

يقول ابن حجر: "لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة" (٥).

التقويم:

أنكر الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - على من ادعى له الولد، فقال: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦)} [الأنبياء: ٢٦]، والولد: اسم يطلق على الذكر والأنثى.

والملائكة "لا توصف بذكورة ولا أنوثة، لأنه لم يدل على ذلك عقل صريح ولم يرد به نقل صحيح، ثم هم لا يتوالدون" (٦)، ومن المتقرر أن


(١) مجموع الفتاوى (١٨/ ٢١٨)، وانظر: منهاج السنة (١/ ٣٦٤).
(٢) سبق تخريجه (ص ٣٦١).
(٣) انظر: السلسلة الصحيحة (١/ ٧٤١)، معتقد فرق المسلمين في الملائكة للعقيل (ص ٢١ - ٢٦).
(٤) انظر: المعجم الفلسفي جميل صليبا (٢/ ١١٢).
(٥) التعرف (ص ١١٩)، وانظر: الفتاوى الحديثية (ص ٩٠).
(٦) الكوكب الأجوج للسقاف (ص ١٥٢).

<<  <   >  >>