للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجن والإنس يجري بينهم التناكح، وأن الملائكة بخلافهم.

يقول شيخ الإسلام: "الإنس والجن مشتركون مع كونهم أحياء ناطقين مأمورين منهيين؛ فإنهم يأكلون ويشربون، وينكحون وينسلون، ويتغذون وينمون بالأكل والشرب، وهذه الأمور مشتركة بينهم، وهم يتميزون بها عن الملائكة، فإن الملائكة لا تأكل ولا تشرب ولا تنكح ولا تنسل" (١).

وعليه فالملائكة لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة، وإنما يخلق كل واحد منهم بذاته وهم باقون على أصل خلقتهم (٢).

ب - قدرتهم على التشكل:

يرى ابن حجر أن الملائكة "تشكل بالأشكال المختلفة" (٣)؛ وذلك لكون الله - عَزَّ وَجَلَّ - خلقها على هيئة "جسم نوراني في غاية اللطافة فقبلت التشكل والانخلاع من طور إلى طور" (٤).

التقويم:

من الخصائص التي خص الله بها الملائكة قدرتهم على التشكل بأشكال متعددة، حسب ما تقتضيه المناسبات التي ينزلون فيها بأمر الله تعالى، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة.

فمن الكتاب: قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (٧٧)} [هود: ٧٧].

وقوله سبحانه: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧)} [مريم: ١٧].

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥)} [الذاريات: ٢٤، ٢٥].


(١) مجموع الفتاوى (١٦/ ١٩٢).
(٢) انظر: الحبائك (ص ٢٦٤)، الكوكب الأجوج (ص ١٥٢)، معتقد فرق المسلمين في الملائكة للعقيل (ص ٧٢ - ٧٣).
(٣) التعرف (ص ١١٨)، وانظر: الفتاوى الحديثية (ص ٨٨)، أشرف الوسائل (ص ٧٧).
(٤) فتح المبين (ص ٨٨).

<<  <   >  >>