للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم من ذهب إلى القول بأن ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة لا يعارضه ما ورد في قصة هاروت وماروت، لكونهما قد سبق في علم الله لهما ذلك، فيكون تخصيصًا لهما (١).

وما ذكره ابن حجر - رَحِمَهُ الله - في الجواب عن الآية هو بمعنى هذا.

وأما ما ذكره من تفصيل قصتهما وحكمه بصحتها، فالجواب عنه أن يقال: إن القصة رويت مرفوعة وموقوفة.

فأما الرواية المرفوعة: فقد وردت من حديث ابن عمر، وعلي - رضي الله عنهما -.

فأما حديث ابن عمر: فقد أخرجه أحمد (٢)، وعبد بن حميد (٣) (٤)، وابن حبان (٥)، والبزار (٦)، والبيهقي (٧)، وابن السني (٨) (٩) من طرق عن يحي بن أبي بكير، عن زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا بنحو القصة المذكورة.

قال الحافظ ابن كثير - رَحِمَهُ الله -: "هذا حديث غريب من هذا الوجه ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين إلا موسى بن جبير هذا، وهو الأنصاري السلمي مولاهم الحذاء ... ذكره ابن أبي حاتم (١٠) في كتاب الجرح


(١) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (١/ ٤٧)، تفسير ابن كثير (١/ ١٤٧).
(٢) انظر: المسند (١٠/ ٣١٧) رقم (٦١٧٨).
(٣) هو عبد بن حميد بن نصر الكسِّي أو الكَشِّي، أبو محمد، إمام حافظ، من مؤلفاته: التفسير، والمسند، والمنتخب منه، توفي سنة ٢٤٩ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٢/ ٢٣٥)، شذرات الذهب (٢/ ١٢٠).
(٤) انظر: المنتخب (٢/ ٢٩) رقم (٧٨٥).
(٥) انظر: الصحيح (١٤/ ٦٣ - ٦٦) رقم (٦١٨٦).
(٦) انظر: كشف الأستار للهيثمي (٣/ ٣٥٨) رقم (٢٩٣٨).
(٧) انظر: السنن الكبرى (١٠/ ٤ - ٥).
(٨) هو أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الدينوري، أبو بكر، المعروف بابن السني، من مؤلفاته: عمل اليوم والليلة، اختصار السنن الكبرى للنسائي، فضائل الأعمال، توفي سنة ٣٦٤ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (١٦/ ٢٢٥)، شذرات الذهب (٣/ ٤٨).
(٩) انظر: عمل اليوم والليلة (ص ٦٠٥) رقم (٦٥٧).
(١٠) هو عبد الرحمن بن محمد بن إدريس التميمي الحنظلي، أبو محمد، إمام حافظ، وسلفي عابد، من مؤلفاته: الجرح والتعديل، مناقب الإمام الشافعي، توفي سنة ٣٢٧ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٦٣ - ٢٦٩)، طبقات الشافعية (٣ - ٣٢٤).

<<  <   >  >>