للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تخصيصه منه إلا بدليل صحيح، والأصل عدمه حتى يثبت، ولم يذكر ما فيه دليل على التخصيص عن معصوم يجب قبوله (١).

ب - قوله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ} [آل عمران: ٨١].

قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "ما بعث الله نبيًّا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهم أحياء، ليؤمن به وينصرنه" (٢).

فالخضر إن كان نبيًّا أو وليًا فقد دخل في هذا الميثاق، فلو كان حيًّا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- لكان أشرف أحواله أن يكون بين يديه يؤمن بما أنزل الله عليه، وينصره أن يصل أحد من الأعداء إليه، ولم يثبت أن الخضر اجتمع مع النبي -صلى الله عليه وسلم-كما سيأتي- فدل ذلك على موته (٣).

ومن السُّنَّة: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة لا يبقى على ظهر الأرض أحد" (٤).

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "تسألوني عن الساعة، وإنما علمها عند الله، وأقسم بالله، ما على الأرض نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة" (٥).

قال ابن الجوزي: "فهذه الأحاديث الصحاح تقطع دابر دعوى حياة الخضر" (٦).


(١) انظر: المنار المنيف (ص ٦٩ - ٧٠)، البداية والنهاية (١/ ٣١٢).
(٢) أخرجه ابن جرير (٣/ ٣٣٠) برقم (٧٣٢٧) من طريق المثنى وأحمد بن حازم، كلاهما عن أبي نعيم، عن سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- بنحوه.
وذكره ابن كثير في تفسيره (١/ ٤٠٥) بلفظه عن ابن عباس، وبنحوه عن جمع من الصحابة والتابعين.
(٣) انظر: البداية والنهاية (١/ ٣١٢).
(٤) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب السمر في العلم (١/ ٦٣) برقم (١١٦)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب قوله -صلى الله عليه وسلم-: لا تأتي مائة سنة (٤/ ١٩٦٥) برقم (٢٥٣٧) من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- به.
(٥) أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب قوله -صلى الله عليه وسلم- لا تأتي مائة سنة (٤/ ١٩٦٦) برقم (٢٥٣٨) من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- به.
(٦) نقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ٣١٣)، وأصل كلامه في كتابه عجالة المنتظر في شرح حال الخضر وهو غير مطبوع، ولم أقف على من ذكر له نسخة خطية.

<<  <   >  >>