للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمده خواصر وأسبغه ضروعًا، ويمر بالحي فيدعوهم، فيردوا عليه قوله، فتتبعه أموالهم فيصبحون ممحلين ليس لهم من أموالهم شيء، ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، قال: ويأمر برجل فيُقتل، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل إليه يتهلل وجهه، قال: فبينا هو على ذلك إذ بعث الله عز وجل المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعًا يده على أجنحة ملكين، فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لد الشرقي" (١).

وحديث أنس - رضي الله عنه - وفيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر" (٢).

وقول ابن حجر بأن المراد بالعور في عينيه عيبهما جمعًا بين الروايات موافق لما قرره جمع من أهل العلم (٣).

وقوله بأنه يطأ الأرض كلها إلا مكة والمدينة وبيت المقدس والطور حق. إذ استثناء مكة والمدينة وارد في أحاديث عدة، والقول بمقتضى ذلك هو مذهب الجمهور سوى من شذ (٤).

واستثناء بيت المقدس والطور وارد في حديث جنادة بن أمية عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يأتي - يعني: الدجال - أربعة مساجد: الكعبة، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى، والطور" (٥).


(١) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال (٤/ ٢٢٥٠) برقم (٢١٣٧).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال (٤/ ٢٢٢٧)، برقم (٧١٣١)، ومسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته ومن معه (٤/ ٢٢٤٨) برقم (٩٣٣).
(٣) انظر: التذكرة (٢/ ٥٢٩)، شرح صحيح مسلم (٢/ ٢٣٥)، النهاية (١/ ١٦٥).
(٤) انظر: فتح الباري (٤/ ٩٦).
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة (١٥/ ١٤٧ - ١٤٨)، وأحمد (٣٨/ ١٨٠) برقم (٢٣٠٩٠) (٣٩/ ٨٨ - ٩٠) برقم (٢٣٦٨٣، ٢٣٦٨٤، ٢٣٦٨٥)، والطحاوي في مشكل الآثار (١٤/ ٣٧٩) برقم (٥٦٩٢) من طرق عن مجاهد، عن جنادة بن أبي أمية - رضي الله عنه - به.
قال الهيثمي في المجمع (٧/ ٣٤٣): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح".

<<  <   >  >>