للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموت كقولهم: بعثه من موته إذا أحياه (١).

والمراد به في الشرع: إحياء الأموات، وخروجهم من قبورهم ونحوها؛ للجزاء يوم القيامة (٢).

وهو ثابت بالأدلة النقلية والعقلية، بأوجه متعددة، وطرق متنوعة، توجب القطع به، والإيمان بحصوله (٣)، ولهذا "أجمع أهل الملل عن آخرهم على جوازه ووقوعه" (٤)، ولم يشذ منهم إلا طوائف لا عبرة بها (٥).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "معاد الأبدان متفق عليه عند المسلمين واليهود والنصارى" (٦).

وقد اختلف أهل الكلام في بعض فروعه، وذكر ابن حجر في كلامه السابق بعضها، وهي: الاختلاف فيه هل هو جسماني أم روحاني، والاختلاف في كونه بعثًا من عدم أو تفريق، والاختلاف في المبعوث هل هو الجسم الأول بعينه أو غيره (٧)؟

وما قرره ابن حجر - عفا الله عنه - في هذه الفروع منه ما هو حق، ومنه ما هو باطل.


(١) انظر: تهذيب اللغة (١/ ٣٥٤)، الصحاح (١/ ٢٧٣)، لسان العرب (٢/ ١١٦)، القاموس المحيط (ص ٢١١).
(٢) انظر: فتح الباري (١١/ ٣٩٣) (٣/ ٤)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ١٥٧).
(٣) انظر: كتاب البعث لابن أبي داود، البعث والنشور للبيهقي، التذكرة (١/ ٢٧٧)، مجموع الفتاوى (٩/ ٢٢٤)، شرح الطحاوية (٢/ ٥٨٩ - ٥٩٧)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ١٥٧).
(٤) المواقف (ص ٣٧٢).
(٥) انظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٢٨٤، ٢٦٢، ٣١٣ - ٣١٦)، شرح العقيدة الطحاوية (٢/ ٥٨٩)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ١٥٧ - ١٥٩).
(٦) مجموع الفتاوى (٤/ ٢٨٤)، وانظر: اليوم الآخر بين اليهودية والمسيحية والإسلام د. فرج الله عبد الباري (ص ١٢٠).
(٧) انظر: الإرشاد (ص ٣١٣ - ٣١٥)، أصول الدين للبغدادي (ص ٢٢٩ - ٢٣٧)، الأربعين في أصول الدين للرازي (٢/ ٣٩ - ٧٤)، المواقف (ص ٣٧١ - ٣٧٦)، وشرحها للجرجاني (٨/ ٢٨٩)، شرح المقاصد (٥/ ٨٢ - ١٠٠)، تحفة المريد (ص ١٧٠ - ١٧٢).

<<  <   >  >>