للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل: ولكل إنسان ميزان؛ لظاهر {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: ٤٧]، والأصح أنه ليس إلا ميزان واحد، والجمع إما لتعظيم شأنها وتفخيمه ... أو باعتبار الموزونات، أو لكونه ذا أجزاء على حد شابت مفارقه مع أنه ليس للإنسان إلا مفرق واحد ...

والوزن أقسام:

وزن الإيمان بجميع السيئات، والكفر بجميع الحسنات، ليخلد المؤمن في النعيم، والكافر في الجحيم.

ووزن الأعمال بالمثاقيل؛ لظهور مقادير الجزاء كما دل عليه آخر سورة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} [الزلزلة: ١].

ووزن مظالم العباد؛ لما صح أنه يؤخذ للمظلوم من حسنات الظالم بقدر حقه فإن لم يكن له حسنات طرح عليه من سيئاته.

وإنكار المعتزلة للميزان وحملها على مجازها من إقامة العدل في الحساب من تقولهم على الشريعة، وتصرفهم في نصوصها بصرفها عن ظواهرها بمجرد الحزر والتخمين ... " (١).

التقويم:

الميزان لغة: أصله موزان فقلبت الواو ياءً لكسر ما قبلها فأصبحت ميزان.

قال ابن فارس: "الواو والزاي والنون بناء يدل على تعديل واستقامة، وَزَنْتُ الشيءَ وَزْنًا، والزِّنَة: قدرُ وزن الشيء" (٢).

والميزان: الآلة التي يوزن بها الأشياء (٣).

والميزان شرعًا: هو ما يضعه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد، وهو


(١) فتح المبين (ص ١٨٥)، وانظر: الإعلام بقواطع الإسلام ص (ص ٢٦٢)، الزواجر (٢/ ٣٧٤)، العمدة (ص ٤٩٢).
(٢) معجم مقاييس اللغة (ص ١٠٩٠).
(٣) انظر: تهذيب اللغة (٤/ ٣٨٨٦)، الصحاح (٦/ ٢٢١٣)، لسان العرب (١٣/ ٤٤٦)، القاموس المحيط (ص ١٥٩٧).

<<  <   >  >>