للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثالث: أنهن يرينه في مثل أيام الأعياد دون غيرها (١).

والراجح -والله أعلم- أن النساء يرين الله تعالى في الجنة كالرجال؛ وذلك لما يلي:

١ - أن الأدلة في الرؤية عامة للرجال والنساء، ولم يعارض هذا العموم ما يقتضي تخصيصه (٢).

٢ - أن النساء يشاركن الرجال في الأعمال التى توجب الرؤية فوجب أن يشاركنهم في الثواب (٣).

٣ - ضعف ما استدل به أصحاب القولين اآخرين؟ إذ الآية لا تمنع من رؤيتهن الله عَزَّ وَجَلَّ وهن في خيامهن، والحديث لا يراد حصر رؤيتهن له في أيام الأعياد، وإنما مجرد الإخبار بذلك فلا ينفي وقوع الرؤية لهن في غيرها (٤).

وأما ما قرره ابن حجر من تقييد رؤية الله في الجنة بالرؤية المنزهة عن الحلول والاحاطة والجهة والمكان والتحيز، فهو يتضمن حقًّا وباطلًا.

فاما الحق الذي يتضمنه: فهو تنزيه رؤية الله عن الحلول والإحاطة؛ إذ الله عَزَّ وَجَلَّ منزه عن أن يكون حالًا في غيره أو غيره حالًا فيه إذ كل ما سواه ناقص لا يليق بكماله مخلوق لا دوام له، وهو منزه أيضًا عن أن يحاط به لكمال عظمته سبحانه لا تدركه الأبصار ولا تحيط به كما يُعْلَم ولا يحاط به علمًا (٥).

وأما الباطل الذي تضمنه: فهو تنزيه رؤية الله -بزعمه- عن الجهة والمكان والتحيز؛ ووجه بطلانه ما يلي:

١ - أن (الجهة) و (المكان) و (التحيز) ألفاظ مجملة لم ترد في الكتاب


(١) انظر: مجموع الفتاوى (٦/ ٤٠٨) وما بعدها، النهاية لابن كثير (٢/ ٣٥٣)، تحفة الجلساء برؤية الله للنساء للسيوطي ضمن الحاوي (٢/ ١٩٨ - ٢٠٢)، لوامع الأنوار البهية (٢/ ٢٤٧).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (٦/ ٤٣٠).
(٣) انظر: المصدر السابق (٦/ ٤٢٦).
(٤) انظر: المصدر السابق (٦/ ٤٥٢).
(٥) انظر: شرح الطحاوية (١/ ٢٢٥).

<<  <   >  >>