للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجميع قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٥)} [يونس: ٢٥] فعمّ الدّعوى وخصّ الهداية ... " (١).

التّقويم:

وردت النّصوص بإثبات الهداية لمن شاء الله هدايته والإضلال لمن شاء إضلاله.

قال تعالى: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} [البقرة: ٢٦].

وقال سبحانه: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: ١٢٥].

وقال عَزَّ وَجَلَّ: {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [المدّثّر: ٣١].

ووردت النّصوص أيضًا بإضافة الهدى والضّلال إلى العباد.

قال تعالى: {فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [يونس: ١٠٨].

وقال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القلم: ٧].

واختلف الناس في المراد بهما وفاعلهما هل هو الله عَزَّ وَجَلَّ أم العبد بناء على اختلافهم في أفعال العباد.

فذهبت المعتزلة القدريّة إلى أنّ الهداية والإضلال من فعل العبد لا فعل الله تعالى، وأنّ المراد بهما في حقّ الله تعالى تسميته سبحانه من شاء من خلقه مهتديًا وضالًا (٢).

وذهبت الجهميّة الجبريّة إلى أنّ الهداية والإضلال من فعل الله لا فعل العبد، وأنّ المراد بهما في حقّ الله تعالى ما يخلقه سبحانه في العبد دون


(١) فتح المبين (١٩٤ - ١٩٥)، وانظر: (ص ١٣)، تطهير العيبة (ص ٩)، المنح المكية (١/ ٢٨٤)، التعرف (ص ١١١)، الإيعاب (١/ ٢٢، ٤٤).
(٢) انظر: تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبد الجبار (ص ١٩، ٤٤٣)، رسائل العدل والتوحيد (٢/ ٢٩ - ٥٢، ٨٥) الكشاف (١/ ٢٦ - ٢٧).

<<  <   >  >>