للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وثانيها: سماع بدعي، وهو سماع الغناء.

وثالثها: سماع مباح، وهو سماع القصائد المزهدة في الدنيا والمرغبة في الآخرة الدالة على مكارم الأخلاق وجميل الأفعال (١).

يقول العلامة ابن القيم - رَحِمَهُ اللَّهُ -: "الكلام في السماع مدحًا وذمًا يحتاج فيه إلى معرفة صورة المسموع وحقيقته، وسببه والباعث عليه، وثمرته وغايته.

فبهذه الفصول الثلاثة يتحرر أمر السماع، ويتميز النافع منه والضار، والحق والباطل، والممدوح والمذموم.

فالمسموع على ثلاثة أضرب.

أحدهما: مسموع يجبه الله ويرضاه، وأمر به عباده، وأثنى على أهله، ورضي عنهم به.

الثاني: مسموع يبغضه ويكرهه، ونهى عنه، ومدح المعرضين عنه.

الثالث: مسموع مباح مأذون فيه، لا يحبه ولا يبغضه، ولا مدح صاحبه ولا ذمه، فمن حرم هذا النوع الثالث فقد قال على الله ما لا يعلم، وحرم ما أحل الله، ومن جعله دينًا يتقرب به إلى الله فقد كذب على الله، وشرع دينًا لم يأذن به الله، وضاهى بذلك المشركين" (٢).

وبناء على ما سبق فما قرره ابن حجر - رَحِمَهُ اللَّهُ - من التفصيل في أحكام السماع، وقوله بجوازه إذا كان بغير آلة ولا رقص، ويتضمن التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة، ولم يكن على التلحينات والتقطيعات المحترفة، وبحرمته مع عدم ذلك هو الحق الذي لا محيد عنه، وهو الذي عليه المحققون من أهل العلم (٣).


(١) انظر: كشف القناع (ص ٤٧) وما بعدها، مختصر الفتاوى المصرية (ص ٥٩١ - ٥٩٤)، مدارج السالكين (١/ ٤٨٢)، نزهة الاستماع في مسألة السماع لابن رجب (ص ٣٤) وما بعدها.
(٢) مدارج السالكين (١/ ٤٨٢).
(٣) انظر: تحريم الغناء والسماع للطرطوشي (ص ٢٢٢) وما بعدها، كشف القناع (ص ٤٣) وما بعدها، مختصر الفتاوى المصرية (ص ٥٩١) وما بعدها، الكلام على مسألة السماع =

<<  <   >  >>