للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجاهد بالغناء والمزامير (١).

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: ٧٢] قال مجاهد: هو الغناء (٢) ... " (٣).

"القسم الثاني: في سماع الغناء المقترن برقص أو نحو دف أو مزمار ووتر ...

والمقصود هنا أن الغناء إذا أبيح أو كره إن انضم إليه محرم يصير بانضمام المحرم إليه محرمًا، وإذا حرم يشتد إثمه بانضمام المحرم إليه، وأن الرقص إن كان فيه تَكَسُّر كفعل المخنث كان حرامًا، وإن خلا عن ذلك كان مكروهًا، فإذا انضم القسم الحرام منه إلى الغناء المحرم ازداد الإثم والتحريم، وكذا إذا كان المحرم أحدهما، لأن المكروه وإن كان لا إثم فيه، لكنه بانضمامه إلى محرم يزداد إثمًا" (٤).

التقويم:

السماع في اللغة: مصدر سمع يسمع سمعًا وسماعًا (٥).

يقول ابن فارس: "السين والميم والعين أصل واحد، وهو إيناس الشيء بالإذن ... تقول: سمعت الشيء سماعًا" (٦).

والمراد به هنا: "تنبيه القلب على معاني المسموع، وتحريكه عنها طلبًا وهربًا، وحبًا وبغضًا، فهو حاب يحدو بكل أحد إلى وطنه ومألفه" (٧).

وهو على أضرب ثلاثة:

أحدها: سماع شرعي، وهو سماع القرآن.


(١) انظر: تفسير ابن جرير (٨/ ١٠٨).
(٢) انظر: تفسير ابن جرير (٩/ ٤٢٠).
(٣) كف الرعاع (ص ٦٩ - ٧٠).
(٤) المصدر السابق (ص ٧١ - ٧٢).
(٥) انظر: تهذيب اللغة (٢/ ١٧٥٥)، الصحاح (٣/ ١٢٣١)، لسان العرب (٨/ ١٦٢)، القاموس المحيط (ص ٩٤٣).
(٦) معجم مقاييس اللغة (ص ٤٩١ - ٤٩٢).
(٧) مدارج السالكين (١/ ٤٨٢)، وانظر: كشف القناع عن حكم الوجد والسماع للقرطبي (ص ٤٣).

<<  <   >  >>