للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السابق في حق الشيخين الإمامين ابن تيمية وابن القيبم، وعقب عليه بقوله: "أقول: صانهما الله عن هذه الوصمة الشنيعة والنسبة الفظيعة، ومن طالع شرح منازل السائرين تبين له أنهما كانا من أهل السنة والجماعة ومن أولياء هذه الأمة.

ومما ذكره في الشرح المذكور قوله (١) ما نصه: وهذا الكلام من شيخ الإسلام - يعني: الشيخ عبد الله الأنصاري الحنبلي (٢) قدس الله سره الجلي - يبين مرتبته من السنة والمقدار في العلم، وأنه بريء مما رماه به أعداؤه الجهمية من التشبيه والتمثيل على عادتهم في رمي أهل الحديث والسنة بذلك، والرافضة لهم بأنهم نواصب، والناصبة بأنهم روافض، والمعتزلة بأنهم نوابت حشوية، وذلك ميراث من أعداء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رميه ورمي أصحابه بتقليب أهل الباطل لهم بالألقاب المذمومة، وقدس الله روح الشافعي حيث يقول - وقد نسب إليه الرفض -:

إن كان رفضًا حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي

ورضي الله عن شيخنا أبي العباس بن تيمية حيث يقول:

إن كان نصبًا حب صحب محمد ... فليشهد الثقلان أني ناصبي

وعفا الله عن الثالث (٣) حيث يقول:

فإن كان تجسيمًا بثبوت صفاته ... وتنزيهها عن كل تأويل مفتري

فإني بحمد اللَّه ربي مجسم ... هلموا شهودًا واملؤوا كل محضر

ثم ذكر في الشرح المذكور (٤) ما يدل على براءة الرجل من التشنيع المسطور؛ وهو أن حفظ حرمة نصوص الأسماء والصفات بإجراء أخبارها على ظواهرها وهو اعتقاد مفهومها المتبادر إلى أفهام العامة، ولا نعني


(١) انظر: مدارج السالكين (٢/ ٨٥) وما بعدها.
(٢) هو عبد الله بن محمد بن علي المشهور بأبي إسماعيل الأنصاري الهروي، من مؤلفات ذم الكلام، الأربعين في دلائل التوحيد، الفاروق في الصفات، توفي سنة ٤٨١ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٨/ ٥٠٣)، شذرات الذهب (٣/ ٣٦٥).
(٣) هو - كما في تعليق مدارج السالكين - ابن القيم نفسه.
(٤) انظر: مدارج السالكين (٢/ ٨٧ - ٨٨).

<<  <   >  >>