للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٢٢٨٢] أجادب بِالْجِيم وَالدَّال الْمُهْملَة وَهِي الأَرْض الَّتِي لَا تنْبت الْكلأ وَتمسك المَاء فَلَا يسْرع فِيهَا النضوب جمع جَدب على غير قِيَاس ورعوا من الرَّعْي قيعان بِكَسْر الْقَاف جمع قاع وَهُوَ الأَرْض المستوية وَقيل الملساء وَقيل لَا نَبَات فِيهَا فقه رُوِيَ بِكَسْر الْقَاف وَبِضَمِّهَا وَالضَّم أشهر وَمثل من لم يرفع إِلَى أَخّرهُ قَالَ النَّوَوِيّ معنى الحَدِيث أَن الأَرْض ثَلَاثَة أَنْوَاع وَكَذَلِكَ النَّاس فالنوع الأول من الأَرْض ينْتَفع بالمطر فيحي بعد ان كَانَ مَيتا وينبت الْكلأ فينتفع بِهِ النَّاس وَالدَّوَاب بالشرب والرعي وَالزَّرْع وَغَيرهَا وَكَذَا النَّوْع الأول من النَّاس يبلغهُ الْهَدْي وَالْعلم فيحفظه فيحيي قلبه وَيعْمل بِهِ ويعلمه غَيره فينتفع وينفع وَالنَّوْع الثَّانِي من الأَرْض مَا لَا يقبل الِانْتِفَاع فِي نَفسهَا وَلَكِن فِيهَا فَائِدَة وَهِي إمْسَاك المَاء لغَيْرهَا فينتفع بهَا النَّاس وَالدَّوَاب وَكَذَا النَّوْع الثَّانِي من النَّاس لَهُم قُلُوب حافظة لَكِن لَيست لَهُم أفهام ثاقبة وَلَا رسوخ لَهُم فِي الْعلم يستنبطون بِهِ الْمعَانِي وَالْأَحْكَام وَلَيْسَ لَهُم اجْتِهَاد فِي الطَّاعَة وَالْعَمَل بِهِ فهم يَحْفَظُونَهُ حَتَّى يَجِيء طَالب مُحْتَاج متعطش لما عِنْدهم من الْعلم أهل للنفع وَالِانْتِفَاع فَيَأْخُذ مِنْهُم ينْتَفع بِهِ فَهَؤُلَاءِ نفعوا بِمَا بَلغهُمْ وَالنَّوْع الثَّالِث من الأَرْض السباخ الَّتِي لَا تنْبت وَنَحْوهَا فَهِيَ لَا تنْتَفع بِالْمَاءِ وَلَا تمسكه لينْتَفع بِهِ غَيرهَا وَكَذَا النَّوْع الثَّالِث من النَّاس لَيْسَ لَهُم قُلُوب حافظة وَلَا أفهام وَاعِيَة فَإِذا سمعُوا الْعلم لَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَلَا يَحْفَظُونَهُ لنفع غَيرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>