[٢٥٤١] لَا تسبوا أَصْحَابِي إِلَى آخِره النصيف لُغَة فِي النّصْف وَالْمرَاد بُلُوغ الثَّوَاب ثمَّ قَالَ الْعلمَاء هَذَا مُشكل الظَّاهِر من حَيْثُ الْخطاب وَأجَاب جمَاعَة بِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزل الساب مِنْهُم لتعاطيه مَا لَا يَلِيق بِهِ منزلَة غير الصَّحَابَة قَالَ السُّبْكِيّ الظَّاهِر أَن الْخطاب فِيهِ لمن صَحبه آخرا بعد الْفَتْح وَقَوله أَصْحَابِي المُرَاد بهم من أسلم قبل الْفَتْح قَالَ ويرشد إِلَيْهِ قَوْله أنْفق إِلَى آخِره مَعَ قَوْله لَا يَسْتَوِي مِنْكُم من أنْفق من قبل الْفَتْح وَقَاتل الْآيَة الْحَدِيد١ قَالَ وَلَا بُد لنا من تَأْوِيله بِهَذَا أَو بِغَيْرِهِ ليَكُون المخاطبون غير الْأَصْحَاب الْمُوصى بهم قَالَ وَسمعت شَيخنَا الشَّيْخ تَاج الدّين بن عَطاء الله يذكر فِي مجْلِس وعظه تَأْوِيلا آخر يَقُول لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ تجليات يرى فِيهَا من بعده فَيكون الْكَلَام مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تِلْكَ الجليات خطابا لمن بعده فِي حق جَمِيع الصَّحَابَة الَّذين قبل الْفَتْح وَبعده قَالَ السُّبْكِيّ وَهَذِه طَريقَة صوفية فَإِن صَحَّ ذَلِك فَالْحَدِيث شَامِل لجَمِيع الصَّحَابَة وَإِلَّا فَهُوَ فِي حق الْمُتَقَدِّمين قبل الْفَتْح وَيدخل من بعدهمْ فِي حكمهم فَإِنَّهُم بِالنِّسْبَةِ إِلَى من بعدهمْ كَالَّذِين من قبلهم بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِم انْتهى