للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النفلَ، ولعله قصدَ النفلَ.

ق: وأُجيب عن هذا بوجوه:

- الأول: أنه قد جاء في الحديث روايةٌ ذكرها الدارقطنى، فيها: "فَهِيَ لَهُمْ فَرِيضَةٌ، وَلَهُ تَطَوُّعٌ" (١).

- الثاني: أنه لا يُظن بمعاذ أنه يترك فضيلةَ فرضِه خلفَ (٢) النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويأتي بها مع قومه.

- الثالث: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا صَلَاةَ إِلَّا المَكْتُوبَةُ" (٣)، فكيف يَظُن معاذ مع سماع هذا، أن يصلِّي النافلةَ مع قيامِ المكتوبة؟

اعترض بعض المالكية على الوجه الأول بوجهين:

أحدهما: لا يساوي أن يذكر؛ لشدة ضعفه.

والثاني: أن هذا الكلام؛ أعني: قوله: "وَهِيَ لَهُمْ فَرِيضَةٌ، وَلَهُ تَطَوُّعٌ" ليس من كلام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيحتمل أن يكون من كلام الراوي بناء على ظن أو اجتهاد، لا يجزم به.

وذكر معنى هذا -أيضًا- بعضُ الحنفية ممن له شِرْب في الحديث،


(١) رواه الدارقطني في "سننه" (١/ ٢٧٤)، ومن طريقه: البيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٨٦).
(٢) في "ق": "مع" بدل "خلف".
(٣) رواه مسلم (٧١٠)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: كراهة الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن، من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>