الحمد لله الذي أنزل الشرائع والأحكام، وبين على لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - الحلال والحرام، وهدى من اتبع رضوانه سبل السلام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للأنام، ورفع به الناس من دركات الظلام، إلى درجات النور والإيمان.
ورضي الله عن أصحابه الكرام، ومن اتبع سنته، واقتفى هديه إلى يوم الوفاء والتمام.
أما بعد:
فلما كان كتاب:«العمدة في الأحكام في معالم الحلال والحرام، عن خير الأنام، محمد عليه الصلاة والسلام»، مما اتفق عليه الشيخان، للإمام الحافظ الكبير تقي الدين أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي - رحمه الله -، من بين تلك الكتب المعتمدة في الإسلام، التي اشتملت على جملة من الأحاديث النبوية التي ترجع أصول الأحكام إليها، ويعتمد علماء الإسلام عليها، «وقد